دواعي خوف العرب
شعر: فؤاد زاديكه
دواعي خوفكم منْ كلِّ علمٍ
و إنجازاتِهِ، ظلّتْ سعيرِا
و هذا الأمرُ معروفٌ لديكم
و مألوفٌ و قد كانَ النصيرَ
لِما مشروعُكم في لَجمِ فكرٍ
تمادى اللجمُ، و استشرى خطيرَا
دواعي خوفِكم عاشتْ تغذي
هوى أوهامِكم وهماً كبيرَا
أضاعَ الرّشدَ، فاستقوى غباءًا
بجهلٍ مُظلِمٍ، أعيى كثيرَا
و لازلتمْ على تلكَ الدواعي
ليبقى الحلمُ مولوداً صغيرَا
يعاني أزمةً لا برءَ منها
و لا حَلٌّ لها يبدو قديرَا.
دَواعي الخوفِ بالتشكيكِ جَرّتْ
مآسي الخزي تجتاحُ المصيرَ
على مِنوالِ هذا الدربِ ماضٍ
لكم مَسعىً، نحا منحىً حقيرَا
فأضغاثٌ لأحلامٍ تراءتْ
حلولاً خلّفتْ وضعاً عسيرَا
و لازِلتُم كمُجتَرٍّ بلاءًا
بلا تجديدِ يغريكمْ نَفيرَا
لِذا أنماطُكم ظلّتْ بضيقٍ
فلم تَعبأْ بما يسعى بَصيرَا
و ظلَّ النبذُ للغيرِ اجتهاداً
و تمجيدٌ لذاتٍ كانَ ضَيرَا
لهذا ظلّتِ الأحوالُ تُبكي
و ظلَّ العقلُ مكفوفاً ضَريرَا.
طغى ستبدادُكم للفكرِ دوماً
سعى التقليدُ و النَهجُ الغريرَ
مفاهيمُ لرؤى في طَرْحِ فكرٍ
فقيرِ الحِسِّ، لم يبلغْ وفيرَا
لسانُ الحالِ آفاقُ الضياعِ
و خلفَ الأفقِ ما يأتي ضُمورَا
لكي يَهوي إلى قاعِ التردّي
و هذا ما بكم يقوى حضورَا
كلُغزٍ شاءَ أنْ يُبقي غموضاً
ضبابُ الوهمِ يستهوي الحضورَ
مَمَرٌّ واحدٌ يبقى لديكم
و ما بالجهلِ قد يسعى العبورَ.