أيُّها الصَّمتُ انْفِجِرْ في وَجهِ مَنْ ... شوّهَ المفهومَ مِنْ مَعْنَى الوَطَنْ
أصبحَ الإنسانُ مَيْتًا عائِشًا ... تحتَ سقفِ الخوفِ مِنْ إنسٍ وجِنّْ
ساءتِ الأوضاعُ جِدًّا لم يَعُدْ ... مُدْرِكًا شيئًا, فَكُلٌّ مُرْتَهَنْ
فِكرُهُ أحوالُهُ أحلامُهُ ... أُمْنِيَاتٌ لم يَعُدْ فيها شَجَنْ
طُغمةُ الطّغيانِ جاءتْ ظُلْمَها ... أفْسَدَتْ ما في صفاءٍ مُؤتَمَنْ
حَطّمَتْ أركانَ صبرٍ, فَجَّرَتْ ... حِقدَها المجنونَ فازدادَتْ مِحَنْ
دَمَرَتْ كلَّ المعانِي قبلَها ... خَلْخَلَتْ روحَ الأماني بِالفِتَنْ
أيُّها الصّمتُ, الذي طالَ المدَى ... مِنْهُ هَيَّا اِنْتَفِضْ لا تَسْتَكِنْ
وجهُ شعبٍ كالِحٌ مِنْ حُزنِهِ ... فالمآسي طوّقَتْ روحَ البَدَنْ
اِنْتَفِضْ سَعْيًا إلى حُرِّيَّةٍ ... طَوَّقُوها حيثُ صارَتْ في كَفَنْ
اِنْتَصِرْ لِلعَدلِ مهما حاولوا ... قَمْعَكَ اختالُوا بِقَهْرٍ لا تَلِنْ
إنّكَ المَنصُورُ والمَهزومُ هُمْ ... يَلْعَنُ التّاريخُ مَنْ خانَ الوَطَنْ.