[fouadzadieke]

حياتُنا

شعر/ فؤاد زاديكى

الحياةُ اليومَ مَلأى

بالمآسي والنّوائِبْ

جُلُّ ما فيها عُيوبٌ

شَوّهتْ روحَ المناقِبْ

أينَما يَمَّمْتَ شَطْرًا

بِاتِّجاهٍ فيهِ عائِبْ

فالضّميرُ اخْتَلَّ وَزْنًا

عنْ حُضُورٍ صارَ غائِبْ

أصبحَ الإنسانُ وَحْشًا

كاسِرًا يحوي مَخَالِبْ

تَنْهَشُ الإحساسَ نَهْشًا

في مَسَاعٍ لِلمَطالِبْ

ماتَ إحساسٌ لديهِ

صارَ مَكْلُوبًا يُحارِبْ

عَصرُنا, عَصرٌ رَديءٌ

غابَ مَفهومُ التَّحَابُبْ

رَغْمَ إنجازاتِ عِلْمٍ

حَقّقتْ بعضَ العَجائِبْ

مَنطِقٌ اِعْتَلَّ فَهْمًا

أثْبَتَتْ هذا التّجارِبْ

لم يَعُدْ يَسْعَى لِصَفْوٍ

نافِعٍ, بلْ لِلشّوائِبْ

اِسْتَفاقَ الشَّرُّ يَرمِي

كُلَّ إيذاءٍ وعاطِبْ

بالِغًا حَدَّ انْحِرافٍ

لم يَعُدْ بِالحُكمِ صَائِبْ

ضاقَتِ الدُّنيا كثيرًا

رغمَ وِسْعٍ لا يُقارَبْ

أينَ مِنْ مَلْقَى هُدوءٍ؟

كُلُّ شيءٍ باتَ صاخِبْ

كُلّنا يَجري سَريعًا

راكِضًا خَلْفَ المَكاسِبْ

هذهِ أحوالُ كَونٍ

إنّها شَكوَى مُعاتِبْ

أحْكَمَ الإحباطُ طَوقًا

حَولَنا مِنْ كُلِّ جانبْ

إنّنا أسْرَى قُيُودٍ

عَقَّدَتْ كُلَّ الجَوانِبْ

باتَ ليلُ الحُزنِ – فِعْلًا -

في حياةِ النّاسِ غالِبْ

ما الذي مِنْ بَعْدِ هذا

أيُّها الإنسانُ جَاوِبْ؟