رؤى حالمة!
تكدّستْ دهشةُ الأيّام
على مداخلِ الزّمن الموجعِ
فاحترفتْ هوايةَ الحزنِ
و اخترقتْ معابرَ السّكونْ
تأمّلتُها مشدوهاً
مأخوذاً بشحوبِ عباراتها
و اتّئادِ خطاها
فسرتْ رعشةٌ في جسدي
صعقتْ حدقةَ التأمّلِ
و أجّجتْ طقوسَ الذّهول.
بدأتُ أستجمعُ إرادتي
ناسياً بلاهةَ ذهولي
أجزتُ لابتسامتي المثقلة
المرور على عتباتِ شفاهِ الانتظار
كي تقتلعَ من محيّاي
صورَ الكآبةِ
و تفرّغَ شحناتِ العزلة.
صرتُ كصقرٍ جامحٍ
ينطلقُ بإمكانية البلاغةِ
ليتجاوزَ أسوارَ الخوف
و يتخطّى حدودَ الضّعف.
لم أعدْ ذلك النّهارُ البائسُ
القابعُ تحت وهجِ
الانكسار المُثقلِ.
تناولتُ كوب دعتي
و أشعلتُ سيجارَ صبري
و أنا أتأمّلُ من علوٍّ شاهقٍ
حدائقَ الكونِ
و خلجانَ الأبجديّة
أنتظرُ سندريلاّ أحلامي
تنطلقُ من تصوّر عشقي
نصفَ عاريةٍ
و هي حافيةُ القدمينِ
تخرجُ من شهقةِ الفرح
أو من بوّابةِ الحداءِ الأصيل.
أنا الأميرُ الصّقرُ
المشتعلُ أناةً
المعتملُ غيرةً
و المنصهرُ عشقاً
أعرّي فتاةَ أحلامي
فوق مسرحِ تصّوراتي
أسكبُ على منعطفاتِ
جسدِها المتوهّجِ
سيلَ أناملي
لتخترقَ هوسَ المَنعةِ
و تعربدَ في خمّارةِ البيان
هالةً من السّحرِ
تشكّلها مزهريّةٌ عبقةٌ
بأريجِ الفتنةِ
تشهدُ على عصمةِ نسيمي
يتشرّب من حنان ذلك الجسدِ
العبقِ بالأنوثةِ
دَفقَ براءةٍ حالمةٍ
تشكّلُ أسرار القصيدِ
و تجلو قرفَ الحزنِ
فتكوّن شتات مسرّةٍ
من خلال تشكيلِ
بداياتِ المعاني
و نهاياتِ الأشواق!