الموضوع: من وحي انثى
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-10-2007, 03:31 PM
اولغا اولغا غير متواجد حالياً
Power-User
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 156
افتراضي من وحي انثى

غرفة صغيرة خالية من اي نظام ،كانت الكتب تتراكم في كل زاوية، و احذيتها متناثرة قمة الفوضى ماكان غريبا على انثى ادمنت سهر الليل والبقاء وحيدة، في انتظار من ياتي ومن لا ياتي، حاولت تغيير كل شيء بها لون عينيها شعرها صوتها كل شيء لكنها ما استطاعت ان تغير من جوهرها الحزين شيئا، تجلس بشكل يومي على كرسي وتضع لحافا على قدميها عله يدفئها، لكن قلبها سكنه الخوف وروحها ادمنت الانتظار ،ربما ياتي بالمنام ربما كل شيء محتمل والاحتمالات تفتح بابا للجنون،اطفئت كل نوافذ البيت حافظت على واحدة في غرفتها ،و جلست تحدث ذاتها وتحدق بكل بلاهة تظنها عمقا فيما حولها، تطرح الف سؤال وسؤال وعيناها الكبيرتان تحدقان، ثم تشرد برهة وهي تتصور ما حولها تتصور القادم البعيد ذلك الحب المحتمل، وذلك الخوف الاكيد والحزن اليقيني ،فقد ادمنت الخسارات تعودتها ما زلت تجلس في ذات الكرسي بشكل جعله يتعب منها، ويتسائل اذا انا الجماد اتعب الا تتعب هي؟ ربما قد تتعب ربما السهر الدائم يظهر على عينيها الجميلتين اللتين لا يراهما الا قمة الجمال والطهر حين تبكي، وهي تخبره انه اقدس ما لديها وانه الاشياء المثالية وانه التوحد الصوفي ، كانت تعشق عيونه وقلبه قوته ذكائه وطيبته، حين يتعلق الامر بها صراعهما الدائم ،حربهما المفترضة و قربهما الخفي كل ما ربطهما اخذ عدة سمات وعدة اوصاف، قمة الخوف قمة الفرح قمة الشجن ،مثل كلاهما للاخر حزنا مطلقا وفرحا سرمديا، ايحل لها ان تشتاقه ايحل لها ان تكتبه حرفا وتشنق ذاتها بباب قصيده ن ربما كل شيء جائز، كم كان عليها ان تفتح الف بوابة للجحيم وللاسئلة. هل يحبني؟ ماذا يريد مني من يكون؟ ولم انا لم هو؟ اسئلة قاتلة .
جلست تفتح كل المدارات وتمضي نحو مجرات اخرى من الحلم والاحتمالات القائمة ربما دروس الرياضيات لم تكن كافية لتدرك كم احتمال وتوقع سقوطها من اعلى الهاوية وحدها الحياة والقدر يقرر فتحت ازرار ثوبها لتفتح صدرها للريح ، كان انفها الروماني يخفي وراء شموخه وجماله نوعا من الانكسار اللااعتيادي ، لم تهتم له ولم تقترب منه؟ غارت عيناها في لحظة ذهول لتفهم، صارت تدور حول نفسها تهلوس تحدث ذاتها كاحمق ام تراها وصلت حد الجنون؟ ام قمة التوحد ؟ وهل يدرك انها راقصته حين كان روحا قبل الخليقة كم كان شفافا وكم كان درب التبانة ساحة رقصهما والنجوم كانت شموعا تتراقص في المدى، رقصة غريبة رقصة الارواح حاولت ان تمسك يده كاتت هلامية انذاك فقد عرفته قبل تشكل الانسان الاول، وقبل تشكل الارض على شكلها الاخير حين كانت تستمد حرارة قلبها من البراكين ،ليعلم كم تشتاقه و من النور رسمت اسمه ومن الظلام انجبت اسمها لتكون الانثى الصمت الانكسار..............
يتبع

__________________
على الارض السلام وللناس المسرة
رد مع اقتباس