[الأب القس ميخائيل يعقوب]

الأخوة الأعزاء : الاستاذ المحترم فؤاد الذي كانت له مكانة طيبة عند والدي المرحوم بهنان صارة .
فريدة ، جورجيت ، فؤاد ، جومانا ، استاذ وديع القس ، الياس ، سميرة .
إنني أشكركم جزيل الشكر على ردودكم الطيبة ، وفي الحقيقة أنا الضعيف والجاهل أمام وجه الله لا استحق هذا المديح . فالمجد كل المجد هو لربنا إلى الأبد آمين .

أما أنت يا استاذ فادي أشكرك كثيراً على ردك الجميل . أما بالنسبة إلى استفسارك عن أن السيد المسيح حينما قال إلهي إلهي لماذا تركتني بأنه وكما قرأت حضرتك في أحدالتفاسير بأنه كان تقليداً كهنوتياً يهودياً حيث كان الكاهن اليهودي يردد أول الآية أو الصلاة ثم يبدأ المؤمنين يكملون باقي الصلاة أو المزمور أقول :
في الحقيقة إن أية بداية للمؤمن المسيحي في أي شيء يعمله أو يقوله أو يفكر به أو يتصوره أو ينوي عليه ...... إلخ يجب أن تكون صليب المسيح ، وهذا ما كان متبعاً وحتى إلى أيامنا هذه عند الكثير من المؤمنين حيث :
قبل أن يتناولون الطعام يرسمون إشارة الصليب ويصلون ثم يأكلون .
حينما يدلق الإنسان ماءً مغلياً فإنه يقول باسم الآب والابن والروح القدس أو يقول باسم الصليب .
حينما يتعرض المؤمن لموقف صعب أو مخيف مفاجئ فإنه وكرد فعل سريع يرسم الصليب ويقول : باسم الصليب وصاحب الصليب .
وكثيرة هي الأمثلة على ذلك ، وإنها كانت عادات جيدة وإن من يعمل ربها ينتفع ذلك لأن ذكر الصليب فيه قوة .
وبالأخص فإن العبادة لا منفعة منها لولا صليب المسيح ، وإن كل ما في العبادة من صلوات وحركات هي متعلقة بصلب المسيح على الصليب .
لكن أن نحدد ونجزم أن ربنا يسوع المسيح قال : إلهي إلهي لماذا تركتني . من أجل يردد المؤمنين عبر الأجيال المزمور 22 الذي يفيض بالنبوات .......... عن صلب المسيح ، فإن هذا الجزم هو جزم خاطئ ، لماذا ؟
1- إنه لو كان هذا الجزم صحيحاً لكان ربنا يقول أقوال كثيرة كل عبارة منها هي بداية لمزمور أو نبوة من أسفار العهد القديم عن صلب المسيح وهي كثيرة .
2- ليس كل الشعوب تؤمن بالكتاب المقدس حتى أنك تبدأ لها هذه البداية مذكراً لها بما جاء في المزمور 22 عن صلب المسيح وهي تقتنع منك .
3- إن الكنيسة رتّبت لعبادتها من خلال آبائها صلوات من وحي صلب المسيح هي في معانيها أقوى وأعظم بكثير من معاني هذا المزمور .
4- لو أن المسيح أراد ذلك لحصر صلوات العبادة في هذا المزمور .
5- توجد عدة مزامير تتخلل الصلاة الصباحية والمسائية اليومية في الكنيسة لكن هذ1ا المزمور غير موجود .
إن هذا المزمور يصلح في التعليم الديني في الأسرة أو مراكز التربية الدينية لتعليم الناشئة وليس للصلاة .
6- إن من يجب أن يردد على مسامعهم هذا المزمور ليصير سبب إيمان لهم بالمسيح هم اليهود ليس غيرهم ، ذلك أن دواد النبي والملك الذي أنشد هذا المزمور كان نبياً وملكاً يهودياً وهو رمز مقدّس لدى اليهود .


أخيراً يا أخ فادي . إن التفاسير كثيرة ومتنوعة . منها ما هو صالح ومنها ما هو غير صالح . وإن الكثير من المفسيرين الغيورين يتعمقون أحياناً بأسلوب غير صحيح في آيات الكتاب فيشطحون في تأملاتهم ويصابون بجوع شديد لطرح أكبر كمٍّ من المعاني لذا فإنهم يخطؤون في كثير من آرائهم . ومنهم من ينتفخ في نفسه ويقع في مطب الكبرياء فيشطح أيضاً عن حقيقة المعتقد والمبدأ . ومن المفسرين من يفسر بحسب مزاج كنيسته . خذ مثلاً آريوس الذي في زمانه ومثلما يقول عنه التاريخ أنه كان عبقري زمانه إلى درجة أن بطريرك الأسكندرية آنذاك رسمه قساً خصيصاً ليقوم بتفسير الأسفار المقدسة فوقع في فخ الكبرياء وشطح شطحة خطيرة إذ ادعى بأن المسيح ليس إلهاً . كما أذكر لك ملاحظة عن كتاب التفسير التطبيقي للكتاب المقدس وهو تفسير إنجيلي : هذا التفسير حينما يصل إلى عند يوسف خطيب العذراء الذي أُصيب بصراع داخلي : هل أخلي مريم ؟ أم لا أخليها . فلأن هذا التفسير هو تفسير إنجيلي والانجيللين يعتقدون أن العذراء تزوجت لذا فإن هذا التفسير يقول : كان يوسف أمام أحد خيارين ....... لكن الله كان عنده خيار ثالث وهو أن يتزوجها .
وفي الحقيقة إن ثبت أن العذراء تزوجت فإن ذلك هو نسف لكل المسيحية من أساسها .

إنني أشكرك كثير الشكر لأنك سألتني هذا السؤال . شكرا يا أخ فادي .