عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-05-2007, 07:27 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,876
افتراضي يا لائمَ الشّمسِ. شعر:

يا لائمَ الشّمسِ

مولايَ نقّ نفوسَ النّاسِ من سَقَمِ
و اجلُ عن العينِ ما في العينِ من أدَمِ.



فالنّفسُ تسعى إلى تقوى تجمّلها
و العينُ تهوى سبيلَ العدلِ والحِكَمِ.



الدّنيا فيها من الإغراءِ متّسَعٌ
و النّفسُ فيها من الأهواءِ و النّهَمِ



ما تنأى منهُ عن المولى بتافهةٍ
من شوقِ هذا, و تلكَ في هوىً هَرِمِ



تبّاً لعينٍ تسوقُ النّفسَ تدفعُها
صوبَ المعاصي لتغويها بمُرتَسمِ.



النّفسُ تقوى متى هذّبتها أدباً
و العينُ تأبى ولوجَ الإثمِ. لم تنَمِ!



فاعملْ لنفسكَ, و استدركْ مهارتهَا
ِفي حَومةِ الذّود عن مسعىً لمحتشِمِ



و اسْرِ بلطفٍ, بإيمانٍ كبارقةٍ
في نصرةِ البرِّ مدفوعاً إلى قُدُمِ!



يمضي الشّبابُ الذي تغريكَ قوّتُهُ
يمضي الجمالُ الذي يغويكَ في كرَمِ.



نصحاً أشاءُ المدى آتيكَ نعمتَهُ
في حُسنِ جَهرٍ على الأيّامِ كالعَلَمِ.



فالنّصحُ أمنٌ و لازالَ المحبُّ له
يبغي الأمانةَ في إقدامِ معتَصِمِ!



يا لائمَ الشّمسِ, فالأنوارُ مُبهِجةٌ
بالحقِّ تبدو, على ما فيها من نِعَمِ!



عاينْ هواكَ الذي ينقضُّ في ولهٍ
مثل الغمامةِ في مسعاهُ لا تَلُمِ!



إنّ الحياةَ التي نحياها زائلةٌ
إنّ النعيمَ الذي نرجوه للعدَمِ



يغري الشّبابَ الذي في نفسِه نهمٌ
من متعةِ الدّهرِ لم يجزعْ ولم يَصُمِ.



يأتي المشيبُ الذي في جوفهِ وجعٌ
- من محنةِ الدّهرِ - يحيا الضّيمَ في ألمِ!



ربُّ الجلالِ الذي أعطاك مُنتَظِرٌ
رَدَّ الجميلِ الذي تأتيه في ندَمِ.



يأتي بصفحٍ ترى أبوابَه انفرجتْ
عن كلّ طيبٍ و إنعامٍ و مُحتَرَمِ!



لا تنكرِ الجُودَ من أعطافِ رحمتهِ
و استلهمِ الوحيَ من قيثارةِ النّغمِ



فالرّبّ يحنو على أبنائه جَزعاً
لا تُوهمِ النّفسَ بالأثقالِ و الكَلِمِ!



ربٌّ رحيمٌ له سلطانه و لَهُ
منْ كلّ دِينٍ متاريسٌ من القِيَمِ



ما كان ربّي – و حاشا الربّ - يا بشرُ
أنْ يأتي ظلماً. فما ربّي بمنتقِمِ!

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس