عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 29-01-2017, 08:14 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,876
افتراضي


31
كلُّ إنسانٍ كتابٌ ... في مراسيمِ الحياةِ
فُسحةٌ فيها و بابٌ ... و ابتغاءُ المُغرياتِ
و الهوى منهُ انقلابٌ ... قد يهيجُ النّاظراتِ
عندما الحُسنُ انتدابٌ ... مِنْ نساءٍ فاتِناتِ.
32
شَرُّ ما فينا الغباءُ ... إنّه للفكرِ داءُ
لو تَمَعَنّا لبانَ ... فيهِ مردودٌ بلاءُ
لا هدوءُ النّفسِ فيهِ ... لا نموٌّ لا ارتقاءُ
كلُّ ما فيهِ انحرافٌ ... نحوَ همٍّ و الشّقاءُ.
33
لو راينا العيبَ فينا ... لاستحينا و انتحينا
جانِبًا دونَ انتقادِ ... الغيرِ, بل جئنا انحنينا
حكمةُ المولى تجلّتْ ... فَلْنُوَظِّفْ جاهدينَ
جُلَّ مَسعانا لِعَدلٍ ... دونَ غُبنٍ مُبصِرينَ.
34
ينبغي مِنّا الكفاحُ ... عندما تقوى الرّياحُ
مِنْ متاهاتِ الحياةِ ... أو متى صارتْ جراحُ
ليس تشفينا دموعٌ ... أو يُعَزّينا نُواحُ
كلُّ ليلٍ سوفَ يمضي ... بعدهُ يأتي الصّباحُ.
35
مَنْ يرى بالطّيبِ ضَعْفًا ... ناقِصٌ عقلًا و دِينَا
طِيبةُ الإنسانِ تُعطي ... النّفسَ مَخْزونًا ثمينَا
طِيبةٌ لا ضَعفَ فيها ... إنّها تختالُ لِينَا
ثِقْ بقولي يا عزيزي ... إنّ بالقولِ الأمينَ.
36
ليسَ غيرُ اللهِ كامِلْ ... إنّهُ المُعطي الخصائِلْ
و المُعينُ النّاسَ حينَ ... صدرُ أعباءٍ بمائِلْ
فاشْكُرِ الدّيَانَ دومًا ... حُكمُهُ المعهودُ عادِلْ
لا تَخَفْ إنْ عشتَ عمرًا ... مؤمِنًا بالحقِّ, عاقِلْ
37
غابَ عنّي وجهُهُ و الذِّكْرُ حاضِرْ ... في فؤادي لَوعةٌ و الفِكرُ حائِرْ
إنْ قضاءُ اللهِ يقضي بعضَ حُكمٍ ... ليس للمرءِ اعتراضٌ أو مآثِرْ
هكذا الأحوالُ تقضي و الأمورُ ... في حياةِ النّاسِ, تُغريهم مظاهِرْ
نِعمةُ النّسيانِ تُلهي عنْ فِراقٍ ... و الغيابِ المُرِّ في بَطنِ المقابِرْ.
38
كلُّ نفسٍ كأسَ موتٍ ذائِقَة ... فَلْنَعِشْ أوقاتِ سَعدٍ رائِقَة
إنْ أطَلَّ اليومُ في أهوالِهِ ... حامِلًا عبئًا و بعضَ الضّائِقَة
لا علينا. الهمُّ في أحمالِهِ ... إنّه المَكتوبُ ما مِنْ عائِقَة
هَمُّنا نحيا أمانينا الّتي ... دونَ خوفٍ بالحياةِ اللّائِقَة.
39
يا عُيوني اُنظُري ثمّ اشكُرِي ...خالِقَ الأنعامِ, لا تَسْتَكْبِرِي
إنّني الإنسانُ عمري نُقطةٌ ... في مُحيطِ الكونِ يا عينُ انظُرِي
أَعلِني سِرَّ انتمائي ذلكم ... نعمةُ الإحساسِ, نَفْحُ العَنْبَرِ
قد اضاءَ اللهُ عمري شمعةً ... أعلِني هذا و فوقَ المِنْبَرِ.
40
دواعي الشّكِّ مَهواها خَطيرُ ... لهيبٌ حارِقٌ منهُ السّعيرُ
لأنّ النّفسَ في حالٍ كهذي ... تُعاني السّوءَ في خوفٍ يثورُ
شعورٌ مُقْلِقٌ ليسَ ارتياحٌ ... بِهِ و الفِكرُ في مَدٍّ قصيرُ
أرى بالشّكِّ إنذارًا لآتٍ ... مَعاصيهِ مَطاويها الشّرورُ.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس