اِشْتِيَاقُ المَرءِ تَعْبِيْرٌ أكِيْدٌ ... عَنْ شُعُورٍ في حَنَايا النَّفْسِ جَارِي
قُلْتُ يا قَلبُ امْتَثِلْ لِلشّوقِ حتّى ... يَنْطَفِي ما فِيْكَ مِنْ هذا الأُوَارِ
لَوعةُ الشّوقِ احْتِرَاقٌ في سَعيرٍ ... والحَنينُ الثَّرُّ يَغْلِي بِانْصِهَارِ
في مَسَاعيْهِ أمانِي بالتّلاقِي ... في مَعَانِيْهِ ارْتِكَازُ الاعْتِبَارِ
مَوجةٌ مِنْ بَحْرِ إحساسٍ تَخَطَّتْ ... واقِعَ الإمكانِ, بانَتْ كالنَّهَارِ
فَانْجَلَتْ تَحْنُو إلى مَلْقَى حبيبٍ ... أو صَدِيقٍ أو أخٍ بِالانْتِظَارِ
إنَّهُ الشَّوقُ, الذي يَحْنِي جِبَالًا ... إنْ طَغَى يَومًا, تَهَادَى في مَسَارِ
خَفِّفِ الإيقاعَ لِلْوَصْلِ امْتِثَالًا ... إنَّهُ المِفْتَاحُ, رَمْزُ الانتِصَارِ
إذْ بِعُمْقِ الشَّوقِ إنسانٌ حَنُونٌ ... قَابِلٌ في أيِّ وَقْتِ لِانْكِسَارِ
اِنْتِهَاءُ الشَّوقِ قُرْبٌ والْتِقَاءٌ ... بِالّذي في نَفْسِنَا يومَ القَرَارِ.