لسانُ جارتي
لنا جارة أعوذ بالله من سلاطة لسانها و من حشريتها و من الإعلان عن عدم رضا دائم و شكوى و تذمّر كلما كانت لدينا مناسبة في البيت و صدر عنّا صوت ما, لقد عانينا منها الكثير و هي لا تعقل فمرة تكون طيبة هادئة و مرة أخرى قل أعوذ بربّ الفلق. و في لسانها المقذع هذا نظمتُ هذه الأبيات.
أنابتْ جارتي عنها لسانا
فما استهدى و لا الجيرانَ صانَ
لسانٌ عقربٌ و السمُّ فيه
عسيرٌ أن ترى منهُ الأمانَ
قبيحٌ مُفزعٌ دوماً سليطٌ
و إنْ صرّختَ تلقاهُ الجبانَ
يحارُ المرءُ فيهِ ما علاجٌ
أرى حلاًّ وحيداً أنْ يُهانَ
أبوها طيّبٌ و الأمُّ أيضاً
و زوجٌ خائبٌ يحيا هوانا
تشاءُ البحثّ عن أسبابِ همٍّ
و إزعاجٍ كأوباشٍ ترانا!
لسانٌ يستغيبُ الناسَ شرّاً
كذوبٌ كلَّ همٍّ قد سقانا
كثيراً ما تحمّلنا أذاهُ
و أحياناً أتيناهُ البيانَ
فعاتبنا سلوكاً يأتي منهُ
و قلنا إنّ هذا ليس شأنا
متى حاولتِ أن تصطادي نحنُ
لنا في الصيدِ فنٌّ ما عصانا
تعالي نتّقي شرّاً و نحيا
كجيرانٍ أحبّاء عسانا
نعيشُ الأمنَ لا شكوى و لكنْ
يقيناً لا أرى منها ضمانا!