غَرامُها بالشِّعرِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
أُغْرِمَتْ بِالشِّعرِ قالتْ: لستُ أدرِي ... كيفَ يبدُو نظمُكَ الصّافِي بِسِحْرِ؟
قُلتُ: إنّ القلبَ مَنْ يَأتي بِهذا ... والجمالُ الحُرُّ مِنْ ثَغْرٍ وخَصْرِ
أنتِ أنثى والذي فيكِ انْجِذَابٌ ... لِلمَعاني في هَوَى حِسٍّ و فِكْرِ
كلُّ ما فيكِ انْبِعاثاتٌ لِوَحيٍ ... في غُمَارِ الوصفِ باسْتِنْطَاقِ ذِكْرِ
عندما أُغْرِمْتِ بِالنّظمِ انتِشاءً ... كان يجري في مدى الإبداعِ بَحْرِي
عانِقِي حَرفِي لِكَي يَبْقَى بِدِفْءٍ ... جالِسِي أُنسِي, فأُنسِي جِدُّ مُغْرِ
كلُّ حرفٍ ناطِقٌ بالسِّرِّ مِمَّا ... فيكِ يا أُنثى وأنتِ العِشقُ يَجْرِي
إنْ بِقلبِي أو بِإحساسِي فإنّي ... خاضِعٌ للسِّحرِ بلْ جَارٍ بِإثْرِ
حَلِّقي في عالَمِي طيفًا حبيبًا ... ساحِرًا في كلِّ إغراءٍ وبِشْرِ
لو بِكأسٍ مِنْ شِفاهِ اللينِ جادَتْ ... قطرةٌ لَاخْتَلَّ مِيزانِي بِسُكْرِ
حينَما يَختالُ إبداعٌ لِحَرْفِي ... في فَضاءِ النّظمِ يَسْتَحْلِيْكِ سِفْرِي
كَي تَكُونِي شاهِدًا يُعْطِي جَوابًا ... كيفَ يأتي نظمُ إحساسِي بِشِعْرِ.