بِهَا ما يَجْعَلُ الإحساسَ يَغْلِي ... كأُنثى رَوضُها في كُلِّ فَصْلِ
تُطِيْلُ العُمْرَ في مَلْقَى هَواها ... وَفِي إقبالِها إغْرَاءُ وَصْلِ
حَبَاها اللهُ حُسْنًا لا تَراهُ ... شَبِيْهًا عندَ غَيرٍ أو بِمِثْلِ
تَهَادتْ في جَلالٍ بِابتسامٍ ... وأرْخَتْ لِينَها يَحْنُو بِدَلِّ
كأنّ الوردَ لم يَعْشَقْ سِواها ... وأنَّ الفَجرَ أغناها بِطَلِّ
فَحَطَّتْ رَحْلَها في عُمْقِ قلبي ... لِتُغْنِي روحَ إحساسي بِكُلِّ
أمَا لِلسِّرِّ مِنْ بَوحٍ مُريحٍ ... وقد أعْيَا بِمَوزُونٍ لِثِقْلِ؟
حَمَلْتُ سِرَّنا خَوفًا عليهِ ... لِئَلّا يَنْحَني عَنّي بِسَهْلِ
فَظَلَّ السِّرُّ مَحْفُوظًا بِقلبِي ... لِيَمْشِي في مُوازاةٍ لِظِلِّي
أرَاني اليومَ مَدفُوعًا لِبَوحٍ ... شَفيفٍ دونَ إحراجٍ مُخِلِّ
جمالُ العشقِ أنْ تَسْعَى إليهِ ... جُنونًا خالِصًا مِنْ كُلِّ عَقْلِ
يدومُ العشقُ ما دامَ التزامٌ ... بِوعدٍ ما بهِ غَدْرٌ بِخِلِّ
هِيَ الأنثى نعيمٌ في هَنَاءٍ ... كريمٌ عَطْفُها حتّى بِبُخْلِ
أحبَّ اللهُ أنْ يُعْطِي مُعِينًا... فلا تَسْعَى إلى ظُلْمٍ وَجَهْلِ
وَكُنْ دَومًا على وَعيٍ بِهذَا ... تَجَمَّلْ مُحْسِنًا في خَيْرِ نُبْلِ
لأنّ الحُبَّ يَسْتَدعِي وَفاءً ... جميلًا دونَ إجحافٍ وَبُخْلِ
لَنَا زَوجاتُنا تِيْجَانُ فَخْرٍ ... حَمَاهُنَّ المُحَامِي عِنْدَ شُغْلِ
مُحَامِيهنّ رَبٌّ سوف يُعْطي ... سَلامًا. طَيِّباتٌ وَفْقَ أصْلِ
تَرَكْنَا أهْلَنَا عندَ ارتِباطٍ ... فَصِرْنَ اليومَ مِنْ تَعْدَادِ أهْلِ
شَعَرْنا راحةً بعدَ ارتِباطٍ ... وبانَ الفَرْقُ مِنْ بَعْدٍ وَقَبْلِ
عَلَيْنا أنْ نُراعيهنّ حُبًّا ... وطِيْبًا طَيِّبًا مِنْ غَيرِ فَضْلِ
فَأرجو أنْ تكونوا في وِئامٍ ... جَميعًا بل وبِالإحساسِ مِثْلِي.