[وديع القس]

أخي فؤاد :
حقا ً لقد وضعت الملح على الجرح ، وذكرتني الطعن وكنت ناسيا ..؟
إنّها لحقا ً عدوا ً لدودا ً بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ، وصديقا ً خائنا ً يضمر لك السوء والمتاعب في جميع مجالات الحياة - الصحية والنفسية والإجتماعية والإقتصادية و و و و الخ .
وأتقدّم إليك بالشكر الجزيل واختنا الغالية وحبيبنا ألياس الذي تقبّل هذا الأمر برحابة صدر مع صقلها بصورة الفرشاة كدليل على تصميمه ترك هذه العادة السيئة مشكورا ً سلفا ً ..
أما عن نفسي أنا ..فقد مسيت فيّ أعمق الآهات بقصيدتك الطبّية الرائعة ولا أريد ان اخفي عليك بإنني أملك الإرادة والعزيمة على تركها كما تركتُ جميع أنواع المشروبات الروحية منذ اكثر من ثلاث سنوات ونصف ولم أذق رشفة واحدة من اي نوع منه حتى في أعزّ المناسبات علىالإطلاق وأصبح بالنسبة لي ندّا ً لا يطاق .
اما بالنسبة لصديقتنا الخائنة - السيكارة - كلما احاول الإبتعاد عنها تراها ملتصقة بين شفتي وتلومني بشدة وتقول لي :
أيها الحبيب والصديق الوفي هكذا تهجرني بعد أن أمضيت في حرقك روحا ً وجسد على مدى اكثر من ثلا ثون عاما ً ..وها أنذا أقف حائرا ً وليس ضعيفا وخاصة عندما امسك القرطاس الأخرس لأدوّن ما يجول في خلدي من خواطر روحية - أصبح كمن يشرب العلقم ويريد أن يرنّم لربه ..
فبالحقيقة أنا أيضا ً اعاني معاناة كبيرة ولا أعلم لماذا لااترك هذه العشيقة الفاسدة على الرغم من انّ روح الرب ينبهنا بكلماته حينما يقول - اجسادكم هياكل الله فلا تفسدوها - ...
فهل رأيت هذا التناقض يا صديقي الغالي ..وأنا اكتب لك هذه الكلمات شاكرا ً لك ولأخوتي الأعزاء وانا احتسي السيجارة بعمق الكراهية والحب معا ً ...؟
أشكرك ياجميل القلب والروح وأشكر كل من يهدي لنا طريق الصواب لإزالة هذه الآفة القذرة من طريقنا ..
واعتقد بأن الله سيهدينا يوما ً ما لنسحق هذا العدو اللدود ..
أرجوك لا تعطيني ايام محددة ...؟
سلمت يداك وروحك يا كبيرنا حتى في المعضلات .