لُوذي بحبّي!
لُوذي بحبّي إذا ما الشّوقُ أجّجكِ
و أوشكَ الحلمُ أنْ ينتابهُ الوَجَعُ
لُوذي بقلبي فإنّ العشقَ يملؤهُ
من كلّ جنبٍ على ما فيه يندفعُ.
إنَّ الشّبابَ الّذي فيّ أحسُّ بهِ
في حومةِ العمرِ لا ينتابني جَزَعُ
فالعمرُ يمضي كشمسِ الدّهرِ منحسراً
و الرّوح يبقى على إيقاعها الولعُ
لا يدري عمراً ولا يخشى مواجهةً
لو أطبقَ الشّيبُ و استقوتْ له جُذُعُ.
طوفي حياتي ترينَ السّعدَ منتشراً
ذوقي شرابي ترينَ القطرَ يجتمعُ!
ما اصطادّ طيري جموحُ الدّهرِ يأسرهُ
في رفقةِ الخفقِ يعلو منه متّسعُ
ما اعتادَ طيري صعودَ المجد منكفئاً
بل زادَ خفقاً على الأنواءِ يرتفعُ.
من وجنةِ الشّوقِ تستهديه هفهفةٌ
و الطّيفُ سحرٌ معَ الأفلاكِ يتّسعُ
و الشّيبُ مهما أثارَ الوطءَ هاجمني
فالصّدُّ منّي عن التأثيرِ يمتنعُ!
لُوذي بكوني ففيهِ كلُّ مُنفرجٍ
من كلِّ عطرٍ له أصلٌ و مجتمعُ
فوقَ الشّفاهِ لنا من سُكْرِنا أثرٌ
يشدو العناقُ به و الرّفقُ منتفِعُ.
لن يلقى سهلا إذا ما شاء يقهرني
ذاك المشيبُ الذي من عمري يقتطعُ.
قلبي انفراجُ هوىً لن يحني قامتَهُ
و العشقُ دربُ الهوى أرتادُ لا أقعُ!
في كلِّ فجرٍ ضياءٌ من مؤانستي
في كلّ أنسٍ نعيمٌ زانه الدّلعُ.
لُوذي بروحي فإنّ العشقَ أجمله
ما يحوي روضي وما في حاله يضعُ.
لُوذي بأنسي فإنّي غارقٌ أبداً
في شهدِ عشقٍ به أشواقُكِ طَمَعُ!