عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-02-2024, 09:52 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي مشاركتي قبل قليل على برنامج حديث الساعة في اكاديمية رياض الشعر و الأدب تقديم الاديبة

مشاركتي قبل قليل على برنامج حديث الساعة في اكاديمية رياض الشعر و الأدب تقديم الاديبة إنصاف ابو ترابي بإشراف الدكتورة مها يوسف نصر و الدكتور عدنان الطيبي عنوان حلقة اليوم

كما تدين تُدان

بقلم فؤاد زاديكى
قول كما تدين تدان، قاله السيد المسيح ليعطي فرصة للإنسان كي يفكّر بطريقة سليمة أثناء تعامله مع الناس، و حيث أنّ الإنسان يحتاج لأخيه الإنسان في ايّ وقت و كلّ وقت حيث يمكن أن يكون في مثل هذا الوضع. و مغزى هذا القول غنيّ بتجربة إنسانية حياتيّة، فهو يدعو إلى تحقيق روح العدالة، فالذي يعمل عمل الخير و ما ينعكس إيجابًا على الآخرين، يأمل هو الآخر منهم نفس المعاملة، كي لا يقع ظلمٌ على أحد.
لم يكن هذا فقط ما قاله السيد المسيح في هذا المجال، بل قال أكثر من ذلك : عاملوا الناس كما تريدون أن يعاملوكم، فليس من المعقول و المنطق أن يعتدي أحدنا على شخص ما ثم يطلب من هذا الشخص أن يعامله بالعدل.
إنّ الحياة الاجتماعية هي بالدرجة الأولى معاملة و كلّما كانت هذه المعاملة ضمن نطاق العدالة و الخير فإنّ نتائجها لن تكون بعكس ذلك. فالخير يعطي خيرًا بنتيجته و الشرّ يتولّد عنه شرٌّ مثله إن لم يكن أشدّ منه.
عندما تعامل الناس بالمثل فهذا يعني أنّك عادل، لكن ان تسامح الآخرين عن أخطائهم فهذا يتجاوز حدود العدل ليصبح قيمة إنسانية نبيلة.
كلّنا أبناء الخطيئة، نقع في شركها، و نتأثّر بما تفرزه من رغبات و نزوات لهذا، لا ينبغي أن نعمي أبصارنا عن أخطائنا لنوجّه الأنظار إلى أخطاء الآخرين دون غيرهم لنركّز عليها فقط. علينا أن نرى الخشبة التي في عيوننا قبل أن نرى القذى التي في عيون الغير.
كلّ البشر معرّضون للخطأ و جُلّ مَن لا يُخطئ، كم هو جميلٌ التسامح فهو تصالح مع الذات و إراحة للضمير.
ما من إنسان معصوم من الخطأ و لهذا لا يجب البتّة توجيه النّقد للغير بينما لا نقبل بأن يوجّه أيّ أحدٍ لنا نقدًا. و هو نوع من التفاخر الأحمق الذي لا معنى له و لا فائدة منه.
لا يحقّ لأيّ شخص أن يوجّه اتّهامًا لغيره و هو تحت الاتّهام. فنحن بشر و لسنا خالين من العيوب الكثيرة التي فينا، لنكن منصفين دون تعدٍّ على حقوق الغير، و بدون الوقوع في مهلكة التّعالي و الغرور التي تقتل فينا روح الإنسانية.
إدانة النّاس ليست من حقّ أحد و الأسوأ من ذلك هو إدانة باطلة لأناس أبرياء لم يقترفوا ذنبًا و لم يرتكبوا جرمًا، فهذا منطق عدوانيّ مرفوض جملةً و تفصيلًا.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس