صلاتي
صلّيتُ يوماً لربِّ الكونِ, و البالُ
منّي المشوَّشُ, حيثُ استصعبَ الحالُ
ما عدتُ أعلمُ دربَ الصّحِّ مِنْ خطأٍ.
أغواني شرٌّ, فساءتْ منّي أحوالُ.
صلّيتُ أرجو إلهَ الكونِ أن يأتي
حلاًّ لوضعي. بدتْ تهتزُّ آمالُ.
أعطاني ربّي جواباً جاءَ في الحالِ:
"إقرأْ كتابيَ فالمضمونُ حلاّلُ".
جاوزتُ خوفي, تجاوزتُ معاناتي
فالفكرُ يسلمُ, لن تثنيهِ أهوالُ
عندَ التأكدِ مِنْ إيمانِ صاحبِهِ.
أدركتُ ذلكَ. زانَ القولَ أفعالُ.
لم أسعَ يوماً إلى الإيذاءِ و الضرّرِ
عطّرتُ نفسي بعطرِ الحبِّ, أختالُ.
سامحتُ قوماً أهانوني بلا حقٍّ
ما اخترتُ قَطعاً, لقد أغراني إقبالُ.
علّمتُ نفسي, و درّبتُ مثابرتي
ما عشتُ أغدرُ أمنَ الناسِ, أحتالُ.
صلّيتُ يوماً, و كانَ الصدقُ يدفعني
كي أدركَ الحقَّ في ما تأتي أقوالُ.
أدركتُ أنَّ الإلهَ الحيَّ يسمعُني
عندَ التواصلِ, منهُ السّعدُ إحلالُ.
لا وِزرَ يبقى متى آمنتُ معتمداً
حبّاً سميحاً بهِ تنحلُّ أثقالُ.
آمنتُ أنّ ارتكابَ الإثمِ يبعدُني
عن رؤيةِ النورِ, إنْ واقتني آجالُ.