لاعبُ الأوتومات
ذهبت اليوم لأجلب طعاما لابني نبيل و زميل له في العمل من قمبز السيد / كوون/ فرأيت شابا في مقتبل العمر يقف أمام لعبة الاوتومات1 و يملأ جوفها بالايوروات و في كل دورة قرص يتأمل حظه، فيهز برأسه معرباً عن خيبة أمله، مدللا على خسارته. تأثرت لهذا الموقف و فور عودتي إلى العمل، نظمت هذاالشعر:
أدِرْ قرصَ التمنّي ما تشاءُ
عزيزي ليسَ في هذا الرجاءُ.
فإنْ يوماً أتاكَ الحظُّ ربحاً
و وافى العمرَ سعدٌ، و الغناءُ
فباقي العمرِ، و الباقي كثيرٌ،
يسودُ الحزنُ قلباً، و الشقاءُ.
أدِرْ أحلامَ ربح، لستَ تجني
مِنَ الأرباحِ ما فيهِ البقاءُ
فربحُ اليومِ يمضي في سريعٍ،
على أطيابِه يأتي الفناءُ
جحيمُ الأوتوماتِ اشتدَّ ناراً
و أنت اليومَ في النارِ ارتماءُ.
أدِرْ ما شئتَ قُرصَ الأوتوماتِ
لهذا الفعلِ يسعى الأغبياءُ
كثيرٌ حاولوا مِنْ دونِ جدوى،
أضلّوا، أفلسوا زاد العناءُ.
أضاعوا عقلَهم، عاشوا بخوفٍ،
و كانَ ،الفصلَ منْ عيش،ٍ شتاءُ.
أطالوا بحثهم جرياً و سعياً
أصابَ النفسَ إعياءٌ و داءُ
فلم يجنوا سوى أوجاع قلبٍ،
و هدّوا أسرةً، زالَ الحياءُ.
تأمّلْ لحظةً في كلِّ هذا
ألا تلقى الذي فيه الرياءُ؟
توكّلْ و اعتمدْ نهجاً سويّاً،
و حاولْ أن تعي أين البلاءُ
ستلقى أنّ هذا الداءَ ليس
له في الكونِ بِرءٌ أو شفاءُ.
1. جهاز كهربائي مبرمج, يدفع إلى جوفه الراغب باللعب فيه, النقود و يدير القرص, فيدور و يقف على رقم معين. فإما أن يربح اللاعب أو يخسر و على الأغلب يخسر, و قد صارت هذه اللعبة داءاً فتاكا تسببت في هدم الكثير من الأسر و تدمير حياة الكثير من الناس. إنها لعبة قمار عصرية ليس للاعبها ربح, و إن ربح مرة فهو سيخسر مراتٍ و مرات..