نِعمَ المسيحُ
نِعمَ المسيحُ إلهي أنّي أنتسبُ
روحاً إليهِ و نِعمَ الأصلُ و النّسبُ
ما جاءَ مثلٌ له للكونِ من بشرٍ
و هو الإلهُ الذي بالعزّ مُنتصبُ
قد هلّ نوراً و روحُ القدْسِ ظلّلهُ
من دونِ إثمٍ طهوراً و الإلهُ أبُ
من خيرِ كرمٍ و من نبعٍ أفاضَ به
عذبُ الشّرابِ الّذي بالخير منسكبُ
عذراءُ أمٌّ له ما مسّها بشرٌ
من رحمةِ الله و الأرحامُ تقتربُ
بالنّورِ أرسى له في كلّ زاويةٍ
حبّاً تألّقَ لا شكٌّ و لا رِيَبُ
روحُ التسامحِ دينٌ شاءه فنما
سحرُ المعاني به فازدانتِ الكتُبُ
من كلّ صفحٍ و من عفوٍ شمائلُهُ
من كلّ برٍّ تهادى ينتشي الأدبُ
هدّى العقولَ أذلّ الموتَ و ارتفعَ
نحو السماءِ علىً و القومُ قد عجبوا
لم يدعُ يوماً لقتلٍ أو محاربةٍ
فالزّهدُ منه على سلمٍ به حبّبُ
لم يغضبِ الآبَ حين استأنس بشراً
لم يقربِ الإثمَ حاشى أو له يجبُ
نِعمَ المسيحُ الذي لو شئتَ تفهمُهُ
أو ترغب الهديَ فالإرشادُ ينتصبُ
مَنْ ينكرِ الصّلبَ شكّاكاً بواقعةٍ
يغتابه الوهمُ في أفكارِه العطبُ
فالصّلبُ صارَ و في التّاريخِ مثبتةٌ
خطّوا الدلائلَ مَنْ شافوا و مَنْ صلبوا!