اليوتوبيا (الطوباوية)
شعر/ فؤاد زاديكى
ما وراءَ العينِ يسعاهُ الخيالُ
صورةً مُثلى لدينا لا تُطالُ
عدلُها لا لَبْسَ فيهِ. لا نقوصٌ
فلسفيٌّ فاضلٌ في ما يُقالُ
رامَهُ الإنسانُ حَلًّا منطقيًّا
مُسْعِدًا أفكارَهُ فيه المثالُ
عاشَ أحلامًا, تمنّى أن تكونَ
واقِعًا فيهِ استواءٌ و اعتدالُ
فِطرةُ الإنسانِ ما تدعو إليهِ
علَّ إنجازٌ لهُ فيهِ الكمالُ
ذلكَ المَفقودُ فردوسٌ إليهِ
تنشدُ الأفكارُ أو يرمي المجالُ
أوّلُ الدّاعينَ (أفلاطونُ)1 كانَ
في كتابٍ زانَهُ ذاك الجلالُ
إذ سعى بالحلمِ تفكيرًا يراهُ
في تَساوي النّاسِ و الرّوحُ اقتبالُ
ثمّ (فارابيُّ)نا2 مِنْ بعدُ جاءَ
يقتفي آثارَهُ ليس انفصالُ
ثمّ (مورٌ)3 ثمّ (بيكونٌ)4 و (كابي)5
عن رؤى أحلامِهم خطّوا و قالوُا
إنّه التعبيرُ عن منحىً جديدٍ
في علومِ العصرِ أحياها الجمالُ
مِيزةٌ يبدو تجلّتْ في عصورٍ
عاشها بعضٌ و بعضٌ عنها مالُوا
(أفلَطونيٌّ)(يتوبيٌّ)6 عفيفٌ
فلسَفيٌّ, مَعرِفيٌّ و السؤالُ
هل لهُ أرضيَّةٌ و الشرُّ باقٍ
في حياةِ النّاسِ و النّاسُ اقتتالُ؟