لَمْ يَعُدْ فَحْلًا
شعر/ فؤاد زاديكى
رَوَى لي قِصّته و هو حزينٌ لأنّ وضع الانتصاب لديه لم يعدْ كما في السّابق و من المعلوم أنّ هناك أسبابًا كثيرة و عديدة تساهم في عدم القدرة على الانتصاب لدى الرجال منها بعض الأمراض كارتفاع ضغط الدم و مشاكل القلب و منها السّكري و منها أيضًا التهاب في البروستاتا و كذلك التكرّش و السّمنة المفرطة بحيث يصبح انسداد في شرايين القضيب و كذلك التّدخين و غيرها من الأسباب, شكا لي وضعهُ علمًا أنّه بلغ من العمر ما يزيد عن السبعين عامًا, لكنّ على العموم ليس التقدّم بالسنّ قاعدة يمكن البناء عليها كسبب رئيسي لعدم الانتصاب عند الرّجال, و في مجتمعاتنا الشّرقية يصبح الحديث في مثل هذه المواضيع نوعًا من الممنوعات و المحرّمات, علمًا أنّ الثقافة الجنسية كغيرها من أنواع الثقافة ضرورية جدًّا للإنسان و من هذا المنطلق رأيت أن أنظم قصيدة في حال هذا الشّخص الذي تلفن لي و في معرض حديثنا العامّ تطرّق بشكلٍ عفويّ لهذا الموضوع.
لم يَعُدْ فَحْلًا كمَا بِالسّابِقِ ... حُكمُ عُمْرٍ, مِنْ فِعالِ الخالِقِ
كان قَبْلَ اليومِ يَسْعَى غازِيًا ... كُلَّ أُنثَى في سُلُوكِ العاشِقِ
مُكْمِلًا مِشْوَارَ غَزوٍ فاتِحًا ... دونَ إبْطاءٍ بِفِعْلِ المارِقِ
اِنْتَهَى عَصْرُ التَّباهِي يا فَتَى ... إنّهُ وَهْنٌ و عَجْزُ الخافِقِ
صارَ مَيؤسًا له الفِعْلُ, الذي ... كانَ بِالأمسِ انْطِلاقَ الباشِقِ
ليسَ بِالإمكانِ إرجاعَ الصِّبَا ... قد مَضى لَمّا يَعُدْ مِنْ بَارِقِ
حاوَلَ اسْتِحضارَ وَضْعٍ سابِقٍ ... صارَ في أمرٍ بِحُكْمِ الطّالِقِ
اِعْتَرَى حُزْنٌ و يأسٌ بائِسٌ ... خيبةٌ و العَجْزُ حالُ النّاطِقِ
لم يَعُدْ فَحْلًا و هذا واضِحٌ ... جاءَ تَصْرِيْحًا بِقَولٍ واثِقِ
"لمْ أَعَدْ فَحْلًا و إنّي يائِسٌ" ... قالَها قَولَ الصّديقِ الصّادِقِ
قُلْتُ لا تَحْزَنْ عَزيزي إنّها ... حِكمةُ الأقدارِ ما مِنْ شاهِقِ
سوفَ يَبْقَى في عُلُوٍّ دائِمٍ ... لَحظةٌ تأتي كَلِصٍّ سارِقِ
تأخُذُ الآمالَ مِنّا خِلْسَةً ... إنّها الأحكامُ ما مِنْ عائِقِ.