وُلدَ البهاءُ
وُلدَ البهاءُ بحلّةٍ غنّاءِ
و شدا بديعُ الكونِ في عصماءِ
صورٌ توزّعها الضّياءُ تبسّماً
فسمتْ إلى العلياءِ في علياءِ.
وُلدَ الهدى في بيّناتِ أجندةٍ
رفعتْ إلى الرّحمن كفّ رجاءِ
عزفتْ جلالَ الخلق روحاً خيّراً
فاضتْ بفيضِ البرّ و الإذكاءِ
وُلدَ المسيحُ بلطفه وكماله
بتكوّنِ الرحمنِ في الأحشاءِ
فبه البتولُ تعظّمتْ في نعمةٍ
أمّ المسيحِ بعفّةِ العذراءِ!
ملكُ الملوكِ يسيرةٌ أبوابهُ
ملكُ المحبّةِ ليس من بأساءِ
و لهُ من الأخلاق ليس مثيلُها
تعلو على الأشخاص والأشياءِ
صافٍ من الإحسانِ جودٌ رائعٌ
و بشاشةُ التعبيرِ و الإنشاءِ
ملكٌ على كلّ الدهورِ ينيرُها
سمحُ المكارمِ سامرُ الندماءِ
منحَ الصّفاءَ بهاؤه و حياؤه
ترك الفضائل تحكي عن شيماءِ.
وُلدَ العليّ بلطفه مستأنساً
جمعَ الخلائقِ في سبيلِ بناءِ
وهبَ المكارمَ جملةً من روحه
فغدتْ تعظّمُ عالمَ الإرساءِ
وُلدَ الرّجا للمدركين رجاءه
ربُّ الحياة وخالقُ الأرجاءِ!