خَبِرْتُ النّاسَ
خَبِرتُ النّاسَ في الدّنيا .. و أدركتُ مراميهم
و جئتُ معلناً حكماً .. يحارُ عقلنا فيهم
فما في فكرهم يجري .. خلافٌ يجري من فِيهم!
تظنُّ أنّك صرتَ .. خبيراً في أمانيهم
و أنّ حالهم باتَ .. جليّاً في تعاطيهم
و أنَّ فهمكَ يبدو ..على علمٍ بما فيهم
فتلقى أنّك ترسو .. بعيداً عن مصافيهم
و أن الوهمَ ما أنت .. عليه لا تُحاميهم!
ستقضي عمرَك تشقى ... ضياعاً في بواديهم.
فمنهم نافخٌ بوقاً .. كذوباً يسعى يُخفيهم
و منهم ناطقٌ لفظاً .. جسوراً حتّى يُعليهم
و منهم مَنْ يمنّيكَ .. بمنٍّ من سواقيهم
و منهم مَنْ يخلّيكَ .. تغوصُ في بلاويهم
لكي لا يدركُ الغيرُ .. مبانيهم, معانيهم!
تأنّى جيّداً واحكمْ .. على مغزى أساميهم
و عاينْ كلّ ما فيهم .. حواشيهم, حوافيهم
و بعدَ هذا يا أنتَ .. تعلّمْ كيفَ تأتيهم!