أغنيةُ الوطن
البعدُ كبّلَ إحساسي بأشجاني
و الجرحُ بالغَ في نزْفٍ فأعياني
جرحٌ سيُعلِنُ أنَّ الشّمسَ خالدةٌ,
و روعةُ العشقِ قد غنّتْ لأوطانِ.
ما مِنْ مِدادٍ أجادَ الوصفَ، أو قلمٍ
أحصى حنيني و ما يغلي بإنساني
هاجرتُ قسراً، لأنَّ الظلمَ أشرعةٌ
في أبحرِ العمرِ، فالتغريبُ عنواني
حَمّلتُ نفسي عناءَ الهجرِ فاكتأبتْ
لولا التجلّدُ مِنْ صبري و إيماني
لاحترتُ كيفَ أصدُّ اليأسَ أطردُهُ,
فاليأسُ يفتكُ في دهرٍ و أزمانِ.
كم عشتُ أحملُ أوجاعي بلا كللٍ
إنّي المتيَّمُ في همٍّ و أحزانِ
قد جئتُ أخلِقُ مِنْ حزني على وطني
دَفعاً يفجّرُ في أعماقي بركاني
حبّاً يُخلِّدُ إخلاصاً, و يدعمُهُ
فالوجدُ يملأ أحشائي و أحضاني.
غنّيتُ جرحَكَ في قلبي لأغمرَهُ
عشقي المُهَلِّلَ في نجوى و إعلانِ.
غادرتُ أرسمُ من عينيكَ أشرعتي
في رحلةِ العمرِ و الإبداعُ أغراني
يا وجهَ أمّي و يا إصغاءَ قافيتي
يا همسةَ الليلِ، كم ذا الليلُ أعطاني
مِنْ وحي عشقٍ، و مِنْ إيقاعِ خافقةٍ.
لا يذهبُ الحبُّ عن قلبي و وجداني.