[fouadzadieke]

ليس إنسانٌ بكامل

ليسَ إنسانٌ بهذا الكونِ كاملْ.
إنْ تقلْ هذا فإنَّ القولَ باطلْ.

كلُّ شخصٍ ممكنٌ ألاّ يراعي
ما يقولُ الدينُ، أو يرعاهُ عاقلْ

مغرياتُ الكونِ فيها ما مُثيرٌ،
مُتعِبٌ، مؤذٍ و ما يأتي المشاكلْ

عندَ هذا الكَمِّ منْ ضيقٍ و مُغرٍ،
ربّما الإنسانُ، لا يسعى يحاولْ

اتّقاءً أو هروباً أو دفاعاً،
إذ يهزُّ الضعفُ أركانَ المفاصلْ.

عندما الأحوالُ من شخصٍ تسوءُ،
ينبغي ألاّ يُماشي, بل يقاتلْ

حتّى لا يبقى أسيرَ الضعفِ، يلقى
مِنْ عذابِ الدهرِ ما يأتي الحواملْ

مِنْ مراراتٍ و من حزنٍ أليمٍ.
إنّهُ الإنسانُ، محدودُ الفواصلْ.

لا أرى حلاًّ، و ما يأتي ارتياحاً،
إلاّ إيماناً و صبراً، غيرَ مائلْ

كلّما الإنسانُ قوّى من صلاتٍ
بينهُ و الربِّ، مهواهُ التكاملْ

مُبعداً عنهُ اهتمامات احتراقٍ
في أوارِ الشّرِّ، أو بحرِ المشاغلْ

أدركَ الدربَ المؤدّي نحو خيرٍ،
ليس يرخي عزمُهُ للشرِّ كاهلْ.

يسلكُ التقوى سبيلاً دونَ عنفٍ
دونَ حقدٍ، دون ما يغلي مراجلْ.

ليس في الدنيا، سوى شخص المسيحِ
كاملاً، لم يرتكبْ إثماً لباطلْ

عاش إنساناً نقيّاً في صفاءٍ،
طاهراً سَمحاً عفيفاً دون باطلْ

هل لنا نحيا قليلاً من صفاتٍ
عاشها، كي نقتفي آثارَ كاملْ؟

إنْ تمرّسنا بحبِّ الغيرِ، كنّا
في نقاء القلبِ، فالإنقاذُ حاصلْ.

اتركوا أوجاعَكم، حيثُ اتّكالٌ
واثقٌ مُلقىً على ربِّ الفضائلْ

إنّه الآسي لأحزانِ الحزانى،
إنّهُ الفادي. لما أخطأنا حاملْ.

اعتمدْ هذا المسيحَ الربَّ عوناً،
لن ترى يوماً مِنَ الأيامِ فاشلْ.