المُمْكِنُ وغيرُ المُمْكِنِ
في خَيالِ المرءِ مَدٌّ شاسِعٌ ... مِنْ أماني أُمنِيَاتٍ وافِرَةْ
قد يَرى في بَعضِها ما مُمْكِنٌ ... يجعلُ الإحساسَ دُنيا عامِرَةْ
بَينَما في غيرِها مُسْتَنْقَعٌ ... مُستحيلٌ فالظُّروفُ القاهِرَةْ
إنّها أهواؤهُ في رَغْبَةٍ ... ضَعْفُهُ يُبقيها دَومًا ظافِرَةْ
أُمنِيَاتٌ حلَّقتْ أطيارُها ... في سماءِ العُمرِ تَبدُو ظاهِرَةْ
خَوفُهُ مِمّا سَيَأتي ماثِلٌ ... في مجالٍ لا يُريحُ الخاصِرَةْ
كلّما أبدى طُمُوحًا خانَهُ ... واقِعٌ فيهِ صُخورٌ نافِرَةْ
قد تجرُّ اليأسَ في خَيباتِها ... ليس تُبقيهِ بِروحٍ ثائِرَةْ
يَنتَهي مِنهُ حَماسٌ هكذا ... يجعلُ التّفكيرَ ضمنَ الدّائِرَةْ
هذهِ أحوالُنا في واقِعٍ ... فَهمُهُ وعيٌ وروحٌ صابِرَةْ
لا يجوزُ الغَوصُ في أحداثِهِ ... فالخيالُ الغُرُّ أنثى عاقِرَةْ
إنْ تَجاوَزْنَا بِتَفكيرٍ لَنَا ... حَدَّ إمكانِيَّةٍ لِلذّاكِرَةْ
خابَتِ الآمالُ عشنا صَدمةً ... طارتِ الأحلامُ راحتْ خاسِرَةْ.