ولا أقول : وداعا ً ..!!.؟ شعر / وديع القس
حنينِيْ قُصَّ منْ قلبيْ ومنْ جسديْ
ونارُ الشّوق ِ تعلوْ دونما خَمَد ِ
وكيفَ أقولُ يا : وطني ويا خَلَدِيْ
وداعا ً أيّها المجبولُ في كبدِيْ.؟
وداعا ً : أيّها المصقولُ في نسبيْ
أقولُ : وفيْ دميْ جَمَرَاتَ مُتّقدِ
فلا تعتبْ على عينِيْ إذا ذَرَفَتْ
ولا تعتبْ على الشّريانِ إنْ خضَدِ
ففي الشّريانِ نبضٌ فيهِ شافيتيْ
وفيْ دمعِيْ عزاءَ الرّوح ِللصّمد ِ
ونبضكَ في دمائيْ سيرهُ لهبُ
وفيْ الأحشا ءِ تستعِرُ ، بلا رمد
ولنْ تغفوْ أحاسيسيْ منَ السّهرِ
ولا العينين ِ قدْ تَعِبَتْ منَ السّهد ِ
وما روحيْ لبعدكَ راحةٌ ٌ أبَدَا
فبعدكَ لوعةٌ والشّوقُ بالمدَدِ
أبيْ أمّيْ..أخيْ أُختيْ ..وأسلافيْ
نقوشٌ في صخور ِ الأرض ِ للأبد ِ.!
تمادى الجرحُ سيّالا ً يلاحِقُني
كمغترب ٍ بلا خلٍّ ولا سَنَد ِ
سعيرُ الهجر ِ يُحرِقنيْ ـ يُعذّبنيْ
ويسقينيْ منَ الآلام ِ في نكد ِ
وطاغوتُ الرّدى ينأى ويبتعِدُ
يزيدُ الهمَّ في روحيْ وفي جسدِيْ
وإنَّ الموجَ هيّاجٌ يصارعهُ
وريحٌ دونما صمت ٍ ولا خَمَد ِ
حياةُ المرءِ أفراحٌ وأحزانُ
وقربكَ سيّدُ الأفراح ِ والسّعد ِ
كموجِ البحرِ تجرفُنِيْ مجاديفيْ
ونارُ الشّوق ِ تحرقُنِيْ على كمد ِ
وبوصلتِيْ معَ الأنوارِ سائرةٌ
تدورُ وتلتقيْ الأقمارَ للأبد ِ
ومنْ يبقى بلا وطن ٍ ، فلا أمٌّ
تعانقهُ ، ولا أبٌّ لهُ سَنَد ِ..!!.؟
وديع القس ـ 07 . 01 . 2018