ولو عانينا ما نحنُ عليه
أيُجدي أنْ نغطّي العيبَ فينا
لننفي أنّه ما عادَ عيبا؟
عيوبُ الشّرقِ أمستْ في هبوبٍ
من العلاّتِ لو شئتَ الحسيبَ
و شرُّ العيبِ أنّ القولَ عيبٌ
و عارٌ إنّما يأتي المُريبَ.
ظلامُ الجهلِ يرخي كلّ سترٍ
على عقلٍ و فكرٍ لن يجيبَ.
لمَ فجرُ انتعاشٍ للعلومِ
بنورِ الغربِ نلقاهُ الحبيبَ؟
نخالُ الغربَ كلَّ الشرِّ فيه,
سموماً تجلبُ السّوءَ القريبَ
فلا نلقى بفكر الغربِ وعياً
و لا روحاً و لا أمراً طروبا؟
و لو عاينا ما نحنُ عليه
و أدركنا بإمعانٍ مُصيبا
عرفنا أنّ في الغربِ الحياةَ
و نلقى فيه من وعي عجيبا
و لولا الغربُ ما كان اتّصالٌ
و لا عشنا مريحاً بلْ نحيبا
و لا شاهدنا تلفازاً و دنيا
و لا تلفنّا نستدعي طبيبا
و لا غادرنا من صحراء جهلٍ
و لا أُركبنا طيّاراً و جيبا
و لا أُلبسنا ثوباً بل مكثنا
عُراةَ الوعي نجترُّ الرّهيبَ.
أيكفي أن نغطّ الرأس منّا
بوهمٍ مُدّعينَ المستطيبَ
بأنّ الخيرَ فينا و الصّلاحَ
و أنّ الشّعرَ فينا و الأديبَ؟
و أنّ الفخرَ فينا و المعالي
و تلقى فينا سوءاً و المُعيبَ؟
كفانا كِذْبةً في طيش حمقٍ
فإنّ الله لا يهوى الكذوبَ!