قد فاض حزني
أشكو الجفاءَ الذي قد زادَ شدّته
هجرُ المحبِّ الذي أذّاني مُنقطعا
أقسمتُ إنّي متى لم يرتدعْ أدباً
يسعى اتّصالاً و يأتي الوصلَ و الجَمَعَ
لن آتي يوماً على ذكرٍ له أبداً
قد فاض حزني على الأيّامِ مُندفعا!
يا قلب حبّي أراكَ اليومَ مُنشغلاً
عمّا بنفسي و عمّا أضرمَ الوجعَ
فاحتلتَ تحكي على أسماعيَ قصصاً
من ألفِ ليلةِ أو كسرى و ما وقعَ.
الكلُّ منّي يعاني من تمرّدكَ
من لوعةِ الوجدِ فيما جئتَ ممتنعا
إلاّكَ أنت فقد أصررتَ تتبعه
ما أفلحَ الدربُ مَنْ أمثاله تبعَ
يا قلبُ حكّمْ شعورَ العشقِ من دمكَ
و انظرْ لوضعكَ قد أصبحتَ مُقتَطَعا
من كلّ وضعي و إحساسي و مشكلتي
فارجعْ إليّ برشدٍ يأتي مجتَمِعا!
يا قلبُ إنّي شربتُ من مرارته
و المرُّ أرخى الأذى فاجتاحَ و اقتلعَ
من روحي صبراً و أحلاماً و ما أملتْ
هلْ ثبتَ رشداً فجئتَ العَودَ مُقتنعا؟
أصبحتَ عنّي غريبا.ً صرتُ أجهلكَ
فارجعْ رجاءً وجئني منك مُنْتَفَعَا!