اِبْتَعِدْ عَنِّي
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
اِبْتَعِدْ – أرجُوكَ – عَنْ دُنيَا هُمُومِي! ... لَسْتَ تَدرِي ما جَرَى, أو ما سَيَجرِي
قد سَئِمْتُ العيشَ فالأحوالُ ليستْ ... غَيرَ مَخزُونٍ لِقَهْرٍ جاءَ دَهرِي
كلّما حاوَلْتُ الاسْتِقواءَ في ما ... مَأمَلٌ, ليسَ انشِرَاحًا مِنْهُ صَدرِي
اِبْتَعِدْ! أخشى مَفَاعِيلًا لِعَدْوَى ... مِحْنَتِي تُؤذِيكَ في أمرٍ و أمْرِ
ليسَ مِنْ خوفِي على نَفسِي, و لكنْ ... خَوفَ أنْ تُرْمَى بِضَرٍّ أو بِشَرِّ
أيُّ شخصٍ راغِبًا, يسعى لِقائي ... خِشْيَتِي يُؤذَى و قد أعلَنْتُ سِرِّي
لم أشَأْ تَعْرِيضَهُ بِالقُرْبِ مِنِّي ... للأذَى, فالحظُّ قد أمسَى بِوَعْرِ
رُبَّما نَحْسٌ أتَى دُنيَا حيَاتِي ... مالِئًا بِاليَأسِ آفاقِي و فَجْرِي
اِبْتَعِدْ عنّي! ففي هذا أمَانٌ ... إنّهُ إفلاسُ أشجانِي و عُمْرِي
حتّى أنّ الطِّيبَ قد أمسى بَعيدًا ... ليسَ مِنْ عِطرٍ بِأنسامٍ لِزَهرِي.