وجهُك المغرقُ
وجهُكِ المغرقُ في شوقِ الصّباحِ
لاحَ يا حسناءُ من صمتي المُباحِ
هادئاً في همسِه الموحي بسرٍّ
غارقٍ في العمقِ من هذا السّماحِ
قد دعوتُ كي يميلَ اليومَ صوبي
يخنقُ الآهاتِ, أنّاتِ الجراحِ
بحرُه في موجةِ العشقِ استبدّ
لونُهُ الممشوقُ مسترخٍ و صاحِ
دوّنتهُ في حنايا النّفسِ منّي
رغبةٌ في واحةٍ أمستْ سلاحي
ما اشتعلتُ إلاّ شوقاً و احتراقاً
زادني عشقاً إلى ضمِّ الوشاحِ
إمّا أنْ أبقى عنيداً في صمودي
أو ألبّي ما بضعفٍ و انبطاحِ.
لم أكنْ يوماً على بذلٍ بخيلاً
إذ بسطتُ العمرَ في منحي و راحي.
وجهُكِ المعشوقُ أرداني شهيداً
همسُك المغري أتاني باكتساحِ
لم أنلْ منه قليلاً من هناءٍ
لي دمٌ أهدرتُه في كلِّ ساحِ.
احضنيني بابتسامٍ فيه سحرٌ
علّني بالصّفحِ أشدو في انشراحِ
عالمي قد هزّه فصلُ احتضارٍ
من وميضِ السّحرِ في وجهِ الأقاحِي
علّليني فالكلامُ الحلو يشفي
لفظةٌ ملأى بتغريدِ الصّباحِ
قد تعيدُ الكونَ في خَلقٍ جديدٍ
من قوافي الطّيبِ آياتُ الصّلاحِ.
قصّتي ليسَ على ما فيها فصلُ
من فصولِ الدفء. أقفلتُ صباحي!