حدّثيني!
حدّثيني عن الغرامِ مليّا
حدّثيني ولا تخافي علَيّ
قد وهبتُ هوى الحسانِ فؤادي
وارتقيتُ إلى المعالي علِيّا
حدّثيني واملئي قلبي سلاماً
واسمِعِيني من الغناءِ شجيّا
لا أراكِ سوى احتراقِ الشّموعِ
حينما تُدنينَ أشواقاً إليَّ!
حدّثيني ففي الحديثِ ارتقاءٌ
يُسعدُ النّفسَ ولا يأتي خفيّا
حدّثيني ففي الحديثِ شجونٌ
في هوى عينيكِ ألقاني شقيّا!
حدّثيني ففي شذاكِ عطورٌ
تنفثُ سحراً وتستهوي يديَّ
علّقيني على سواري عيونٍ
ساجناتِ الطرفِ يعطفنَ البهيَّ.
فإذا غبنا فحلمُ العمرِ يحكي
سرّنا يروي حديثاً مشرقيّا.
مِلؤكِ الحبُّ وإرهاصاتُ وجدٍ
علّليني فقد أراني غبيّا!
ما لعقلي إذا الجمالُ استبدّ
من صمودٍ ولا أراني قويّا!
علّميني إذا الفؤادُ اشتعالٌ
يكتوي شوقاً إليّ العمرُ حيّا!
لا أريدُ من الحياة سواكِ
قدّك الميّاسُ أغراني فتيّا
حدّثيني ففي الحديثِ انتشاءٌ
يُغرقُ نفسي ويطوي الكونَ طيّا!
ما خسرتُ من الأماني شموخاً
صنتُ عِرْضَ الهوى وأطلقتُ ريّا
حصّنتني من الذنوبِ صفاتٌ
ما استهنتُ بها لأبقى عصيّا!
كيف أُجزى وقد وفيتُ بنذري
وامتطيتُ المدى بياناً جليّا!
حدّثيني فقد مللتُ سكوتاً
غيرَ مجدٍ ولا أراه سويّا
حدّثيني ففي الحديثِ اشتياقٌ
وانفعالٌ له أظلُّ الوفيَّ!