تهزُّ الخَلْفَ
التقيتُ اليوم في طريق عملي بفتاة
تسير بغرور و عنجهية كبيرة و هي تهزّ مؤخرتها غنجاً
و إغراء متعمّدا للفت الانتباه إليها.
و حين دنوت منها و نظرت إلى وجهها ساءني
منظر ذلك الوجه الذميم بجحوظ العينين فيه,
كما ساءني منظر انتفاخ كرشها مع قصر في القامة,
فاستغربت و استكثرت عليها هذا الغنج الذي
لم يكن يناسب بشاعة وجهها و عدم حسن قوامها
فنظمت فيها على الفور هذا الشعر
تهزُّ الخَلْفَ لا أدري
لماذا كلّما تَمشي
ومنها الخَلْفُ منفوخٌ
كنفْخِ الرزِّ في المحشي
أردتُ أنْ أداريها
و هذا السرّ لا أفشي.
نظرتُ الوجهَ, شاهدتُ
نُدوباً منه في نَقْشِ
كأنّ الدهرَ واساهُ
بضربِ الفأسِ و الرّفْشِ
و عيناها بدا فيها
جُحوظُ الغيظِ في نَخْشِ
محيطُ مِنها كالزرِّ
صغيرٌ يبدو مِنْ بُخْشِ
فلا تبدي ابتساماتٍ.
بلا هَشٍّ و لا بَشِّ.
و بَطنٌ منها عَرَّتْهُ
فبانتْ كتلةُ الكِرْشِ
جفافٌ جاء بشرَتَها
كأنّ الِحسَّ كالقشِّ
يعاني أزمةً كبرى
و لفظٌ منها في رَشِّ.
تساءلتُ لِمَ تأتي
بريشٍ منها في نَفْشِ؟
علامَ فيها مغرورٌ
بهذا النَّفْش و النَّبْشِ؟
أراها بالةَ* الحسنِ
و بعضَ الرَّثِّ منْ عَفْشِ
لماذا تنفشُ الشعرَ
و يعلو الأنفُ للعرشِ؟
تمنّيتُ لها موتاً
لكي ترتاحَ في نعْشِ
جفاها الحسنُ و اللّينُ
تعيشُ العمرَ في دَفْشِ
تمنّى القلبُ لو أنّي
قلعتُ عيني في هَبشِ
فلا أدري لها أصلا
أَبِنْتُ الكلبِ أم جَحْشِ؟
تحاشيتُ ملاقاةً
لها إذ تبدو كالوحْشِ!
+