حمدتُ اللهَ
حمدتُ اللهَ أنّي قد خُلِقتُ
بوعيٍ مُدركٍ كيف الأمورُ
تسيرُ اليومَ في هذا الزمانِ
و كيفَ الشّمسُ تجري و البدورُ
و كيفَ الماءُ يهوي مِن فضاءٍ
إلى أن تنتشي منهُ البحورُ
و كيفَ الليلُ يبدو في سكونٍ
و كيفَ الوردُ يحكي و الزّهورُ
حكاياتٍ عبيرُ السّحرِ فيها
و أشواقُ انتعاشٍ لا تبورُ.
و أدري كيف سرُّ الله يسمو
متى الإنسانُ أعيتهُ الدهورُ
و كيفَ الموجُ إمتاعاً يجيءُ
لنفسِ المرءِ يغزوها السّرورُ
شعوراً طيّباً يختالُ حرّاً
قصيدُ الوجدِ يُحييهِ الشّعورُ
و أدري كيف جاء اللهُ خَلقاً
لهذا الكونِ و التأكيدُ نورُ
أتاهُ الابنَ إنساناً و ضحّى
لكي لا تأكلَ الناسَ الشّرورُ
فأعلى مِنْ مقامِ الخيرِ فينا
و أرسى الحبَّ سلماً لا يثورُ
تتالتْ معجزاتٌ منهُ ظلَّ
كأقنومٍ سما منهُ الظهورُ
بتولاً أمّهُ العذراءُ عاشتْ
و عاشَ الطهرُ يحكي و البخورُ.
علمتُ أنّ في الأكوانِ سرّاً
عظيماً شاءهُ الربُّ الغفورُ
و مَنْ لا يُدركُ الأسرارَ وعياً
سيبقى عاثراً منه العبورُ!