يا أنسَ روحي
كُوني الحبيبةَ كي أستلهمَ العبرَ
مِنْ بَوحِ همسِكِ فيما العشقُ قد أمرَ
فالموجُ يجري إلى شطآنِ لوعتهِ
و القلبُ يلهثُ جَرْياً يعزفُ الوترَ.
أعلنتُ أنّي بما في زهرِكِ انتعشَ
مِنْ روعةِ السّحرِ طيباً ذاعَ و انتشرَ
شعري اشتعالٌ و في وضعي له أجلٌ
أركانَ حسّي على ما فيها قد غمرَ
يستلهمُ الوجدُ وحياً مِن سنابلهِ
ينهلُّ قطراً بما مِن عشقهِ اختمرَ.
يا أنسَ روحي تجلّى الحسنُ يخدمُكِ
مستوفيَ النظمِ و استحلاكِ إذْ نظرَ
لا كنتُ يوماً بمخلوقٍ لهُ قدرٌ
أو كنتُ يوماً كمن في حربِهِ انتصرَ
لولا الحياةُ التي أُعطيتِ رقّتها
ما انهارَ حزني على ما فيهِ و انفجرَ
لا ارتاحَ قلبي لهذا العشقِ ينشدُهُ
في غمرةِ الرّوحِ شاءَ الملتقى قدرا
أطلقتُ خوفي مع الأيّامِ أُبعِدُهُ
فاغتاظَ يأسٌ لكونِ الخوفِ ما أسرَ
وجدانَ قلبي و لا روحي و لا جسدي
فالفكرُ حلّقَ مسحوراً و مُقتدِرا
ناجيتُ حبّي فكنتِ أنتِ مأملُهُ
في بهجةِ الفجرِ إشراقاً قدِ انتشرَ
فالحبُّ نصرٌ على أوهامِ معتنقٍ
يوماً لهذا الذي قد خابَ و انتحرَ.
كُوني الحبيبةَ كي أقوى بكِ أملاً
يا بلبلَ النفس صدّاحاً و منتصرا.