رفقاً بقلبي
رفقاً بقلبي قد صفعتِ كيانَهُ
و نشرتِ في أركانِهِ الألوانَ
رفقاً بعمري قد أضعتِ جمالَهُ
و ملأتِ كلّ مواقعي أكفانا
فالليلُ أعتمَ عندَ خوفِ قدومِهِ
و الصبحُ ألبسَ ضوءَهُ الأحزانَ
و الشّمسُ ألجمها الخشوعُ فأقبلتْ
تُرخي على إشراقها الأجفانَ.
رفقاً بعهدِ قد قطفتِ زهورَهُ
و هزمتِ ظالمةً به الإنسانَ
مهلاً فإن رحيلَ عشقك مؤلمٌ
قلبَ المواجعَ زعزعَ الإيمانَ
أطوارُ عشقكِ لستُ أفهمُ ميلها
تركتْ بعمقٍ حزنها أزمانا
فمؤمّل الأشواق جاءَ مرارةً
و مؤكّدُ الأحداثِ جاءَ بيانا
ذهبَ الهدوءُ و حلّ فوقَ أريكتي
وجعٌ يمزّقُ عالمي التعبانَ
رفقاً بقلبي الطفلِ ينبضُ صادقاً
منّي و قد عاينتِ منه زمانا
غزلاً تراقصَ في حياءِ عذوبةٍ
وصفَ الجمالَ و عدّلَ الميزانَ
إنّي أحبّك و الفؤادُ يهزّني
و معاقلُ التفكيرِ زِدنَ أمانا
فأنا بعقلِ الحرِّ أدركُ واقعي
و لذا أخطّطُ لن أنالَ هوانا
عشقَ الفؤادُ بنبضهِ لم ينثنِ
فلمَ يغادرُ قلبُكِ الأوطانَ؟
أملي رجوعُكِ عن قرارٍ نزوةٍ
في ذا رأينا تجاهلاً أعيانا!