أعِدْ لي ما أخذتَ
أعِدْ لي ما أخذتَ العمرَ منّي
فقد أغرقتني حزناً و غمّا
أخذتَ الحلوَ من أحلامِ عمري
و شئتَ المرَّ أهوالاً و سُمّا
فغنّى الحزنُ في ديوانِ عمري
نشيدَ اليأسِ زادَ الرّوحَ سأما
فلم أدركْ, و لم أفهمْ لماذا
أتيتَ الحلمَ إتلافاً و هدما؟
سخرتُ اليومَ من نفسي و ضعفي
و لكنّ الأسى قد زاد سقما
و أحوالي التي كانتْ بخيرٍ
و كان السّعدُ في دنياها نظما
تردّتْ فاعترتْ أوصالَ روحي
جراحٌ حتّى صارَ السّعدُ وهما!
وقفتُ عندَ بابِ القلبِ أرجو
خلاصاً أنهكَ الإسرافُ عظما
خطوتُ داعياً قلبي ليسلو
فجاءَ القلبُ إصراراً و حكما
و لم يحزنْ لما لاقاهُ منهُ
فأبدى من رضاهُ الطيبَ فهما
كأنّ الظلمَ في قاموسِ شرعٍ
و مَنْ يهوى عشيقاً ليس ظلما!
أعِدْ لي بعضَ صبري يا فؤادي
متى أكثرتَ مِنْ ذا جئتُ عُقما
أنا في ثورتي استنفذتُ جهداً
و لم أبلغْ مِنَ الآفاقِ نجما!