شربتُ الخمرَ
شربتُ الخمر حتّى كلّمتني
وقالت: يا فؤادي دعكَ منّي!
فلنْ أُغنيك يوماً في شرابٍ
ولا في قبلتي حين التمنّي
أراكَ تصرفُ مالاً عليّ
وتنساقُ ورائي في تدنّي
كأنّي زوجةٌ والزّوجُ أنتَ
وأنَّ الوصلَ في رشفي وفنّي!
تألمتُ لما قالتْ فقلتُ:
وهل عنك أراني في تهنّي؟
فأنت الحبّ والأشواقُ فيك
وكلّي ذائبٌ فيك يغنّي
حرامٌ أن تقولي مثل هذا
فلا تستعملي ساق المِجنّ
أنا بالخمر أنسى كلّ همّي
وفيك كلّ أحلامي أمنّي!
إذا عانيتُ ويلاً أو عذاباً
ففيك الوصلُ من شفتيك يُغني
دعيني أشربُ منك المزيدَ
ففي سكري أزيلُ العبأ عنّي
دعيني للتواصلِ إنّ فيك
من الإخلاص ممزوجاً بفنّ.
وسالتْ دمعتي وهي تراني
فقالتْ: يا إله الخمر صنّي!
عذابٌ منه زادَ في اشتعالٍ
وما عن حزنه عيناي أثني!
عساني أمنح عشقي حلالا
ولا أرضى متى بالغير يزني!