أعيدي لي هدوئي
"في خيانة الحبيبة لحبيبها"
أعيدي لي هدوئي لا تزيدي
من الإكثارِ منْ ظلمٍ. أعيدي!
أنا في حيرةٍ من أمرِي نفسي
و أنتِ في هوى لهوٍ سعيدِ.
حرامٌ يا فتاتي أن أعيشَ
على وعدٍ و ليسَ منْ مَزيدِ.
أراكِ في هواكِ و انشراحٍ
و إغفالٍ لوضعي في بعيدِ
تعالي و انظري أحوالَ قلبي
عذابٌ في عذابٍ مستزيدِ!
على ما يبدو منكِ من حديثٍ
و منْ فعلٍ غريبٍ كالجليدِ
يشاءُ القلبُ منك أن يراني
صريعاً بين ساحاتِ الجريدِ.
فماذا قد صنعتُ من مسيءٍ
إليكِ, مثل هذا كي تريدي؟
أنا إنسانُ في بحر الهدوءِ
و أنتِ في محيطٍ من شديدِ
علامَ الظلمُ هذا يا فتاتي؟
و فيمَ القهرُ في حجمِ الجحودِ؟
إذا ما كان ذنبي أنّ قلبي
هواكِ فهي أحكامُ الوليدِ!
حلمتُ أنْ نعيشَ العمرَ نبني
جميلاً فيه من وعيٍ رشيدِ
و مِنْ أعمال خيرٍ أو صلاحٍ
فضاعَ الحلمُ كالوهمِ الشّريدِ
و باتَ الحالُ يشقى باطّرادٍ
على ما فيك منْ هجرٍ جديدِ
حسبتُ الماضي ولّى دونَ عَوْدٍ
و لكنْ لا أرى بعضَ المفيدِ!
لقد قرّرتُ أنْ أنسى هواكِ
و أنْ أسعى إلى حبٍّ جديدِ
أعيشُ الوضعَ فيه لا جحيماً
و لا يبني على قبر الجدودِ
قصوراً من أمانيهِ فهذا
غباءُ الحبِّ في جهلٍ بليدِ.
سأنأى عنك مهما النأيُ جاء
من الأتعابِ و الحزنِ الفريدِ
عسى أمواجُ قلبي تستعيدُ
نشاطاً مُنشداً حلوَ القصيدِ
عسى الأعباءُ تنأى عن حياتي
فلا أسعى إلى جهدٍ جهيدِ.