النّاسُ تدري
النّاسُ تدري و تدري أنّها تدري
أنّ الحقيقةَ قد عانتْ من الأسرِ
فالظّلمُ سادَ بطاحَ الكونِ أجمعَهُ
و الحقُّ ضاعتْ وجوهٌ منه في البحرِ.
النّاسُ تدري و لكنْ خوفُها جبلٌ
تخشى التحدّثَ عمّا يبدو من أمرِ
تشقى و نشقى على ما فيها من ألمٍ
يستفحلُ العيشَ في همٍّ و في ضرِّ
الرّأسُ رأسٌ فلا يرنو إلى ذنبٍ
يحنو عليهِ رضاً بل يأتي في قهرِ.
الكلُّ يدري بأنّ العقدَ منفرطٌ
و الحالَ أمسى يعاني عُسرةَ الوعرِ
الكلُّ يدري و لكنْ ليس من عملٍ
فالكونُ يجري إلى شؤمٍ إلى غدرِ
يا ربّي لطفاً فإنّ الخيرَ مُضطهدٌ
و طغمةَ الشّرّ تأتي الشّرَّ للشّرِّ.
أنّى اتّجهنا نرى ظلماً و أنشطةً
للحقدِ تغلي على نارٍ على قِدْرِ
أنّى اتّجهنا نرى الأيّامَ موحشةً
فالعنفُ يسطو و باتَ الكلُّ في ذُعرِ!