يا مَنْ تتعشّقُ!
يا مَنْ تتعشّقُ أشعاري
و تطوفُ اللّيلَ بأسحاري
أقبلْ فالعشقُ بقايا دمي
و غرامي عندَ الإبحارِ!
حطّمتُ رحيلَ الأزمانِ
و أقمتُ بقاءَ الأقدارِ
و أسرتُ الشّمسَ بألفاظي
و ملكتُ الأرضَ بأفكاري.
فالهمسةُ شوقي و حنيني
و اللّمسةُ وهجُ الأسرارِ
كيفَ الأيّامُ يكونُ لها
صبرٌ لو جفّتْ أوتاري؟
تشدو من نظمي أحلاهُ
ليعمَ جميعَ الأقطارِ
آهٍ من نزعةِ أحلامي
كالسّيلِ الجارفِ و الجاري
ما سدٌّ يُوقفُ موجتَها
تختالُ كعشقِ البحّارِ
و النّورسُ يحرسُ ناصيتي
من جبهةِ شعري المختارِ
إنْ جئتُ أغرّدُ كالطّيرِ
أو شئتُ أصفّقُ كالنّارِ!
إنّ الأشعارَ تغازلني
و تطارحُ موجةَ أطواري
تهواها و تُنشدُ متعتها
و أنا أختارُ بإقراري
فيما لو شئتُ أجودُ به
أو أمنعُ خاتمَ إشهاري!