نوّرونا يا عرب!
تدّعونَ الصّدقَ و التّحريفُ بادي
يا جموعَ العربِ في كلّ البلادِ
أيّ تاريخٍ تسامى حتى قلتمْ
عنهُ تاريخَ افتخارٍ و اعتدادِ؟
قد قلبتمْ في معاييرِ الأمورِ
حتّى أبحرتمْ و جئتمْ باجتهادِ
يجعلُ الإكراهَ خيراً أو ثواباً
و التّعدّي بعضَ أسرار الجهادِ!
تدّعونَ العدلَ و الإنصافَ لكنْ
صرخةُ التّاريخِ طغيانُ السّوادِ
نوّرونا كيف غادرتمْ بلاداً
ثمّ جئتمْ غزوّكمْ هذي البلادِ؟
أقنعونا هل بعدلٍ تمّ هذا
أم ترى كان امتهاناً للعبادِ؟
لو أعدتمْ درسَ ماضيكمْ مليّاً
و ابتعدتمْ عن غلوٍّ و اشتدادِ
و احتكمتم للضّميرِ الحيِّ يوماً
و استقمتمْ دون تشويهٍ فسادِ
و اعتمدتم نهجَ وعيٍ صدّقوني
لاقتلعتمْ جنسَكم جنسَ القِرادِ!
لو أتينا الخوفَ في بحرِ المآسي
ممّا كان و هو لا زال ينادي
أمّةَ العربِ استعدّي للقتالِ
و استبيحي. فيك فرسانُ الجيادِ
سيفُكِ البتّارُ يستهوي رقاباً
مثلما كان من الماضي المُعادِ.
أمّةٌ تُدعى و لكنْ شرذماتٌ
ما يفيدُ الكمُّ لو عدُّ الجرادِ؟
أمّةٌ تحيا و لا تدري لماذا
قد أضاعتْ رشدَها في كلّ وادي
أيُّ أيكٍ قد يغنّيه خلودٌ
و السّبيلُ المنتهى؟ هذا اعتقادي!