عذابُ الحبّ
عذابُ الحبّ لا يبدو عذابا
و لكنْ إنّما شهداً مُذابا
عجبتُ كيف تشكو النّاسُ منه
و تأتي لفحَه النقدَ العتابَ
رسولُ الحبّ شوقٌ و اعتمالٌ
و تعبيرٌ يُدانيكَ اقترابا
سحابٌ منه محمولٌ بعطرٍ
و مأمولٌ فلا تأبى السّحابَ!
يمرّ اللّيلُ بعد اللّيلِ و هو
إلى أحلامنا يسعى انتساباَ
و ما في الحزنِ منه إلاّ طعمٌ
عصيرُ العشقِ لو شئتَ الشّرابَ
و إنْ ألقى ببعضِ الغيبِ سرّاً
فإنّ السرّ يأتيكَ الجوابَ.
عذابُ الحبّ يشدوه القصيدُ
و تهواهُ المساراتُ انجذابا
و ما من أنّةٍ أطلقتَ إلاّ
نعيم الّحبِ أرخاها فطابِ
جمالُ الحبّ أن تلقى عذاباً
و أنْ تأتي احتراقً و التهابا
و لولا هذا ما أسموه حبّاً
و لا عشقاً أتى النّفسَ اضطرابا
ففي إيقاظهِ وَطرُ الفؤادِ
إلى إثمٍ يوافيه ارتكابا
و إثمُ الحبّ مسموحٌ مباحٌ
و جرمُ العشقِ لا يُؤتى العقابَ
فأكثرْ من خطايا الحبّ ذوباً
و من آثامِه تأتي الصّوابَ!
إلهُ النّاس أبقى الحبّ سرّاً
و أعطانا الأحاسيسَ العِذابَ
فما عيبٌ إذا مارسنا حبّاً
و أحسسناهُ عذباً مستطابا!