عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-05-2007, 06:24 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,065
افتراضي ناسك كولومبي وجد الجنّة في وادي قاديشا ولا يزعجه مشروع درب الجبل للمشّائين

ناسك كولومبي وجد الجنّة في وادي قاديشا ولا يزعجه مشروع درب الجبل للمشّائين



وزعت وكالة "رويترز" تحقيقاً عن ناسك كولومبي في دير سيدة حوقا بوادي قاديشا، قال إنه وجد جنة الله على الأرض في لبنان. وتناول التحقيق مشروع درب الجبل اللبناني في وادي قاديشا بمنحدراته وصخوره وشلالاته وأديرته القديمة، الذي يهدف الى جذب اللبنانيين والأجانب لاكتشاف البلاد سيراً على الأقدام. وفي ما يأتي التحقيق:
وادي قاديشا في لبنان بالنسبة الى الناسك الكولومبي الأب داريو اسكوبار، الذي يعيش بعيداً من موطنه آلاف الاميال، هو جنة الله على الارض، حيث يأمل أن يمضي فيه آخر أيامه. لكن أسكوبار قد يخسر شيئاً من عزلته عندما يتعرف المشّاؤون الى الدرب الوطني الجديد الذي يمر في محاذاة ديره الصخري الرابض على منحدر ارتفاعه 400 متر في الجبل اللبناني. ويرى مؤسسو مشروع "درب الجبل اللبناني" في وادي قاديشا بمنحدراته وصخوره وحجارته الكلسية وشلالاته ونباتاته وأشجاره وأديرته القديمة، واجهة تجذب اللبنانيين والاجانب لاكتشاف البلاد سيرا على الاقدام. ولحسن حظ المشّائين لا ينزعج أسكوبار عندما يجري هؤلاء تمارين في السير كجزء من خطة الدرب، ويقطعون عليه عزلته.
وقال أسكوبار الذي كان يرتدي ثوباً اسود طويلاً وهو يخرج من كهفه قرب كنيسة منحوتة في الصخر، ضاحكاً: "لا اتكلم عادة مع احد، لكنني اتحدث معك (مراسل رويترز) لأن احداً قرع بابي".
نظر الاب اسكوبار (72 سنة) ذو اللحية التي خطها الشيب إلى الخضرة التي تلف الوادي المحيط بدير سيدة حوقا الذي يعود الى القرن الثالث عشر، وقال: "سأمكث هنا الى الابد".
وتبدو هذه البقعة الهادئة والجميلة حيث يمضي اسكوبار وقته في الصلاة والتأمل، بعيدة كل البعد من صورة لبنان السائدة كمحور لنزاعات الشرق الاوسط، والتي يقول مؤسسو هذا الدرب انها جانب واحد فقط من الصورة.
وقال كريم الجسر نائب مدير المشروع: "على رغم كل الازعاج الذي نمر به في لبنان، هنا عالم مختلف. ان شاء الله درب الجبل اللبناني سوف يجذب الناس في لبنان من كل القطاعات الحياتية والاديان والمذاهب والتيارات السياسية ويقربهم بعضهم من بعض".
وتأخر انجاز المشروع الذي تأسس بمنحة مقدارها 3,3 ملايين دولار من الولايات المتحدة بسبب الحرب التي اندلعت في تموز وآب بين اسرائيل و"حزب الله". لكن شركة "ايكوديت"، وهي شركة استشارية مقرها الولايات المتحدة، لديها عقد مدته سنتان لانشاء الدرب، وتأمل من الانتهاء من وضع خريطته وعلامات الطريق وتسليمه الى منظمة غير حكومية اواخر هذه السنة. ويجرى ايضاً التحضير لكتيب وخرائط وموقع الكتروني.
وقال الجسر وهو يشرح كيف يقود الدرب الى محميات طبيعية ومواقع أثرية ودينية وقرى تقع على ارتفاع ما بين 800 و 2000 متر: "المسألة هي عبارة عن ربط نقاط وربط اشياء بعضها ببعض".
وبخلاف الدروب الجبلية المشهورة في اميركا الشمالية، فان في الدرب اللبناني قرى عدة، والاموال التي تنفق فيه ستنعش الحياة الاقتصادية في الريف. ويستخدم الدرب طرقاً قديمة عمرها مئات السنين، بعضها شوهته القمامة والصيد وقطع الاشجار وعمليات البناء غير الشرعية وعدد من العوامل التي تهدد الحياة البرية والطبيعية في لبنان. وتمر الطريق التي تربط بين إهدن وبشري عبر وادي قاديشا ويبلغ طولها عشرين كيلومتراً، كما أنها تمر قرب كنيسة مار مورا الصخرية الصغيرة المشيّدة على تخوم إهدن.
وقال بول خواجة وهو من متسلّقي الجبال ويعمل مع فريق "ايكوديت" البيئي في عملية رسم خريطة الدرب: "انها واحدة من كنائس عدة بناها اليعاقبة الى أن طُردوا من المنطقة او قتلوا في اهدن خلال القرن الخامس عشر"، وان أصل النزاع كان حول الطبيعة الالهية للسيد المسيح.
وفي الوادي دير القديس انطونيوس قزحيا الذي يعود الى القرن السابع وما قبل، حيث يُرحّب بالزائرين بكؤوس صغيرة من النبيذ. وفي الدير الماروني مطبعة تعود الى القرن السابع عشر، وهي احدى المطابع الاقدم في الشرق الاوسط.
بعد الصعود الى قرية حوقا يأتي منزلق هو اختبار قاس لركب المشّائين، وفيه مئات من الأدراج نحو منعزل الناسك أسكوبار. وبعد ذلك تؤدي الطريق الى مزيد من الاديرة والكهوف حتى الوصول الى نهر يتدفق بالقرب من قنوبين وهي القرية المأهولة الوحيدة في لبنان التي ليس فيها طرق معبدة.
أخيرا يؤدي الدرب الى مرتفع حاد من وادي قاديشا الى كروم التفاح على مشارف بشرّي مولد الشاعر الاميركي اللبناني الاصل جبران خليل جبران. وهناك قد يحتاج المشّاؤون المتعبون الذين يتسابقون في الدرب الى سماع مقولة جبران المشهورة: "امضِ ولا تخشَ الاشواك او الصخور المسننة على درب الحياة".
(رويترز)


عن النهار




Published: 2007-05-09
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس