- العـدد: 60
أيــار 2007
((تصدر عن مكتب التوجيه والإعلام في حزب شــورايا))
رجـاءً.. لا تتوقفوا عن الكتابة في الشـأن القومي... ولا تبخلوا في تبرئـة قتلـة أجدادكم!!..
إن الشـعور بالانتمـاء القومي ينبع من الـذات، من الأعمـاق ولا يحتاج لكتابات أو أمثلـة من هنـا أو هنـاك لا سـيما المتعلقـة منهـا بكتـّاب أو حتى بمؤرخين ـ إن انوجدوا ـ همهم الوحيـد اقتلاع آخـر جـذر أو قطع آخـر شـريان ينبض الحقائق والوقائع تماماً كما هي وليس كما يتمناها أو يتخيلهـا البعض.
فبالرغم من كل الكتابات الموثوقـة ومن كل التضحيـات وعلى مدى آلاف السـنين يحاول البعض تشـويه الصورة الحقيقيـة لواقـع شـعب واحـدٍ موحّـد، تجمعـه اللغة والتاريخ المشـترك والعادات والتقاليـد والجغرافيـا ورابطـة الدم، تجمعـه الآمال والآلام، تجمعـه الأفـراح والأتـراح... إلخ. بالرغم من كل ذلـك يتحفنـا البعض بكتاباتٍ أقل ما يقال فيهـا، بأنهـا لا تملـك رؤيـا مسـتقبليـة أو لا تتمتع ببعـد النظـر، همهـا الوحيـد تزوير التاريـخ ليـس لشـيء وإنمـا خدمـة لأعـداء "الآشـوريـة" قوميـة وتاريخـاً وحضارة وماضيـاً وحاضـراً ومسـتقبلاً. فالانتمـاء القـومـي، لا يُفرض فرضـاً، وما كان في يومٍ من الأيـام كذلـك، وحتى لو أتى مفروضـاً، لكان مفعولـه قصيراً جـداً والتاريخ يشـهد على ذلـك.
إذا كان البعض قد اسـتفاق من سـباتٍ عميق، وتلمّس واقعـاً مغايراً لمخيلاتـه وتطلعاتـه، يسـتطيع برأيـنـا أن ينطلق من خياله الواسـع هـذا، نحـو المسـتقبل الذي يراه مناسـباً لتمنيـاتـه. مسـتنداً بذلـك، ليـس لبعض الكتابات أو الأمثلـة التي يرى من خلالهـا تعبيراً صارخـاً عن معاناته، وإنمـا من شـعور عميق يتولـد لديـه. فنكران الذات، ليـس بالشـيء الجديـد في يومنـا هـذا، وإنمـا موجود في تاريخ البشـرية، حتى "مَن باع معلـّمـه بثلاثين من الفضـة".. ولهـؤلاء نقول: "إذا كانت تمنياتكم وأحـلامكم تتحقق من خلال انفصالكم أو تنكركم عن جذوركم، فلماذا انتظرتم مئات لا بل آلاف السـنين، وإذا كنتم قـد تأخرتم بمواقفكم هـذه، فما المانـع من أن تسـتمروا بهـا حتى تطبيقهـا، ولعلكم بذلــك ترتاحوا ويرتاح غـيركم من فعل تدورون في فلكـه".
عندمـا يسـتعمل بعض كتـّابنـا (الكرام!!) أقلامهم في زرع بذور الشـقاق ضمن البيت الواحـد، وعندمـا يسـتعمل بعض رجالات كنائسـنا (البررة!!) منابر المحبـة والتسـامح والغفران من أجل نكران حقوق شـعبنـا الآشـوري ومسـح العـار عن بعض مرتكبي الجرائم بحق هـذا الشـعب العريق.. نعم عنـد تصل الأمـور إلـى هـذا الحـد من التزوير في التاريخ والتنكيـل بالشـهادات على مر التاريخ، يبقى السـكوت عنهـا أو عـدم الـرد عليهـا، مشـاركـة مباشـرة في ضرب الأمـة الآشـوريـة في صميمهـا.
فهل نسـكت عن قول الحقيقـة، أم عدم سـكوتنـا سـيعتبره البعض مبالغـة للأمـور أو ضربـاً للوحـدة التي كنـا نتغنى بهـا منـذ عشـرات الســنين.
بنفـس الوقت، نحن متأكدون وواثقون، بأن الهيكـل الآشـوري ثابت ومتين، مبنيّ علـى الصخـرة وليس على الرمـال، لقـد تمكن هـذا البنيـان من الصمود أمـام ضربات الغـدر والزمن منـذ صيرورتـه، فكما في الماضي البعيـد والقريب، اليوم أيضـاً لن تقـوى أبواب الجحيم من أن تطالـه أو تزعزعـــــــه.
وإذا كان قدرنـا كآشـوريين، أن نعيـش كـ: "مَن يـده تحت الصـخرة، إذا حاول سـحبهـا فمصيبـة وإذا تركهـا فالمصيبـة أعظم..!!".
فـي نهـايـة المطـاف، علـى المرء أن يحـدد مسـاره ويختـار طريقـه، فكيف إذا كان الأمـر يتعلق بمصـير شـعبه وقضيتـه وحقـه في الوجـود..
نتطلـع إلـى ذلـك اليـوم الذي يحسـم الآشـوري (بكل كنائسـه على حـدّ سـواء) أمـره، ويقـول كلاّ.. حيث يجب أن يقـول والعكـس تمامـاً. ففـي القضـايـا المصيريـة، المتعلقـة بالوجود والتاريخ والهويـة واللغـة، لا يجـوز التهاون ولا حتى السـكوت عن الأخطـاء، لأنهـا سـتـتراكم فوق بعضهـا البعض وحلـّهـا قـد يكون معجـزة لا سمح الله.
خلاصـة رأينـا، إن حريـة التعبير والنقـد والكتابـة مقدسـة بالنسـبة إلينـا، لكــن أن يتمادى البعض في كتاباتـه أو اسـتنباطاتـه أو حتى توزيع شـهادات براءة لأعـدائـه، لا تنصب في هـذه الخانـة بقـدر ما تطال كيـاننـا ووجودنـا، ومن يحاول ضربهمـا، فهو مخطىء لأنـه غـير قـادر على ذلـك.
لكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــن، من يحاول إيجـاد أو ادعـاء قوميـة أخـرى لـه، فألـــــف مـــــــبروك ونتمنى لــه من أعماقنـا كل التوفيق والتقــدم والنجـــاح، وإننـا على اســعدادٍ لتقـديم العـون ضمن إمكانياتنا المحـدودة حتى تحقيق أهـدافـه، شــريطـة أن يدعنـا وشـأننـا ويـسـخـّر كل كتاباتـه ومحاضراتـه لواقـع حالـه الجـديــد.