الصديق العزيز فؤاد
نعم يا صديقي الإرادة ممكن أن تخلق المعجزات، كما تعلم ويعلم كل من يعرفني فأنا لدي إرادة وصبر، إرادة من نكهة الفرح! وصبر ممكن أن يتوّج بالجلوس وراء الكومبيوتر ساعات وساعات أكتب نصّاً أو أسمع موسيقى أو أنتظر رسالة عشرات الشهور!
أتذكّر يوماً قلتَ لي أيام زمان! يا صديقي أنتَ رجل عصامي، آنذاك كنتُ قد بدأت دراستي في العلوم الإجتماعية في جامعة دمشق، فقلت لكَ أين هي عصاميّتي يا شيخ! فقلت إذا في إنسان عصامي في ديريك فأنتَ عصامي رقم واحد! فقلت لكَ طيّب مثلما تريد يا صديقي، ثمَّ سألتكَ سؤالاً عصامياً هاهاهاها: هل العدسية جاهزة؟! ضحكتَ ثمّ قلتَ لو لم تكن جاهزة فأمّ فؤاد لها خبرة عصامية في عالم العدسية ستأكل ما لدينا من بصل معها! ضحكنا وعبرنا صحن الدار، وسألتَ الوالدة العزيزة، قائلاً: يودي والله الاستاذ صبري يسألني فيما إذا العدسية جاهزة أم لا، فضحكت ضحكتها الهادئة قائلة، حق البيعة كوسيتُ عدسية، اسم الصليب كـأنّو فقلبي أنت! ضحكنا وقلنا ولو أم فؤاد نحن لا نتطوّر متراً واحداً لقدّام من دون العدسية، هلازخنا كلهم ترعرعوا على العدسية! جاءت العشيرة بتفرعاتها الزاديكية وبدأنا نتعدّل على العدسية، عندما شاهدتنا أم فؤاد نهجم على العدسيّة بحرفية قويّة، قامت وقالت أحسن شي أقوم أسوي بردوشتلخ عدسية، فتدخَّل أبو فؤاد على الخطّ قائلاً، أكون اِمبدالكِ تسوي قاقبة عدسية، ضحكنا وضحكت أم فؤاد متوجّهة نحو المطبخ ونحن نضحك ضحكاً طازجاً ونكهة العدسية كانت ألذّ من نكهة الكباب في أعماق البرّية، وهكذا تمرُّ الأيام والشهور والسنين وتبقى العدسيّة مدخلاً رائعاً لقصصٍ فكاهيّة لا تنتهي!
هذا وللعدسيّة بقيّة!
صبري يوسف ـ ستوكهولم
|