تأمّلات...
تأمّلْ يا أخي هذا الجمالَ
يعمُّ الكونَ و السّحرَ الحلالَ
تأمّلْ كلّ لغزٍ في الحياةِ
تأمّلْ دقّةً زانتْ خِلالا
تأمّلْ منظرَ الإنسانِ و احكمْ
على تكوينه كيفَ استحالَ
على فهمٍ و تحليلٍ و درسٍ
فلا عقلٌ وعى هذا الجلالَ
نظامُ الجسمِ فيه في رقيّ
و في التّنظيمِ لو شئتَ السّؤالَ
عسيرُ الفهمِ حتّى لو بلغنا
من التحليلِ أشواطاً طِوالا
فما عن بالنا و هو غيابٌ
كثيرٌ شاءه المولى مُحالا
لكي ندري بإدراكٍ و وعيٍ
بأنّ العقل منّا لن يطالَ
جلالَ الله في فهمٍ و علمٍ
لأنّ اللّهَ قد خطّ المقالَ
دعانا كي نجيء القربَ منه
نعي حاجاتنا. نأتي اتّصالا.
و لو أبحرنا في مدِّ الحياةِ
و شئنا الفهمَ أحسسنا اختبالا!
فسرُّ الموتِ برهانٌ أكيدٌ
على ضعفٍ تولاّنا و حالَ
عن التشكيكِ في سرِّ الحياةِ
فجاءَ النطقُ أنّ اللهَ قالَ:
"بدوني ما لكم عمرٌ. وجودٌ
و لا روحٌ و إحساسٌ تعالى"
وجودُ الله حيٌّ في الضميرِ
و مَنْ لم يقتنعْ يبدي جدالا
فجاءَ الشّكَّ كي يقضي مراماً
فإنّ الجهلَ يُغريهِ اختيالا
وجودُ الله ذا أمرٌ أكيدٌ
فما مِنْ صدفةٍ تأتي كمالا!
تجلّدْ و التمسْ من ذا يقيناً
و ممّا قيلَ في الأسفارِ جالَ!
سبيلٌ واحدٌ تأتي خلاصاً
هو الإيمانُ أنْ تسعى ابتهالا
و أنْ ترقى إلى خيرٍ بجدٍّ
و تأتي بالمحبّةِ كي تنالَ
رضاً من ربّكَ الرّحمنِ فهو
عليمٌ بالّذي يشفيكَ حالا!
إله الكونِ مَنْ جاءَ الحياةَ
نعيمَ الخَلقِ أعطاكَ المجالَ
حنونٌ أيْ نَعَمْ. لكنْ توخّى
طريقَ الحقّ فعلاً و اقتبالا
فذنبُ الكفرِ و التجديفِ ليس
له من خالقِ الدّنيا احتمالا!