الذكرى السنوية قصة قصيرة
عزيزي الأديب الكبير صبري يوسف:
في الحقيقة لا أعلم هل ليس لدى الآخرين جواكيجهم أيضاً لكي ينزعوا من صدورهم كابوس الرعب هذا؟ فيبدؤوا بما بدأت به حينما قمت بجبروت إرادتك الجاكوجية منهالا على رأس تلك الأفعى السرطانية الخبيثة والتي ليس فيها غيرمناظر القرف والكره والبغصاء. وكم كان بودّي يا عزيزي الأستاذ صبري لو تقدّمت بوصفتك كما يقدّم الطباخون وصفاتهم لبعض مأكولاتهم ولكني أظن أن الوصفة الوحيدة والناجعة حقا تتمثل لا في معايير ومقاسات وكميات بل في مفردة واحدة وهي "إرادة" بهذا الجبروت الذي هوت بطريقة بديعة على هذا الكره الأحمق الذي قهرته بما فيك من عزم وتصميم.
عزيزي صبري كنت كتبت همسة بعنوان "همسة سيجارة" وهي موجودة في باب همسات أحب أن أقتطف منها الحديث الدائر بين القاتل والضحية فارجو أن تسمح لي بها:
"وأدركتُ مغزى المقال الذي دبّجه يراع الكاتب وهو يصوّر حواراً طال
مداه بين المدخّن والسيجارة ليس من الضروري أن أعيد سرده بحرفيته لكني استخلص منه
توجّهات السيجارة وهي تتحدّث إلى رفيق دربها واعظة له: " أيّتها الضحيّة الراغبة في نيل
حتفها وتقريب أجلها... أيّها المستهتر بمعاني وأهمية وجودك... أيّها الضعيف وغير القادر
على اتخاذ قرار مصيري مهمّ في حياتك قد ينقذها لك... أيّها الشاري هلاكه بماله... أيّها
المستسلم لرغباته وشهواته، ألم تفكروا بما سيؤل إله مصيركم في الزمن الآتي؟ ألم تأخذوا
عبراً ممنْ دفعوا قبلكم ثمن غفلتهم وضعفهم أمام قوّة سلطاني؟ هل أنا قويّة إلى هذا الحدّ
وبمقدور الطفل الصغير أن يسحقني بكعب قدمه؟ إني أتألم عنّي وعنكم فكلانا يدفع ثمناً ما"
ثم تتابع القول: "إنكم لا تحرقونني فقط بل أنتم تحرقون مالكم وجسدكم معي، وكلانا يدفع
ثمناً لكنْ أيّ منّا يدفع الثمن الغالي والباهظ، ألستم أنتم؟"
صديقك فؤاد
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 04-07-2005 الساعة 06:41 PM
|