[الأب القس ميخائيل يعقوب]

اسم كبيرْ علْ ظيعة خرابي ( في اللغة العربية الفصحى : اسم كبير على ضيعة خربة ) . إنه مثل أزخيني قال فيه الملفان الكبير والشماس الأرخدياقون لحدو اسحق الذي نفتخر أنه من أعلام الأدب السرياني والمتعمق في العلوم الكنسية والتاريخ الكنسي ، قال فيه : يضرب لمن يعطي للشيء قيمة أكثر مما يستحق .
التحليل النفسي :
إن الإنسان كائن لديه مشاعر وأحاسيس وإنّ عمل الأحاسيس ليس على الدوام خاضعاً لضبط العقل . وبما أن مشاعر الإنسان إن أرادت شيئاً فإنها تصوره في صورة لا أجمل ولا أروع ، لذا فإذا ما انقاد الإنسان وراء مسألة تطلبها مشاعره دون الخضوع لضبط العقل فإننا نراه يعشق تحقيق هذه المسألة إلى درجة أنه قد يربط مستقبله بتحقيقها .
إن الكثير الكثير من المسائل الحياتية ترى من أوجه كثيرة ، فمنها ما يرى بعيون العواطف والمشاعر والأحاسيس ، ومنها ما يرى بعيون العقل ، ومنا ما يرى بعيون أخرى .... . والآن إذا ما طلب الانسان أمراً ينطبق عليه هذا المثل الأزخيني ونظر إليه بعيون العقل فهو لن ينخدع أما إذا ما نظر إليه بعيون عواطفه ومشاعره فهو لا محال سينخدع ، وإذا ما اشتهى تحقيقه وانقاد وراء ذلك فهو في النتيجة خاسر .
وهكذا نجد أن آباؤننا وأجدادنا عالجو من خلال هذا المثل قضية الانخداع لأجل أن يكون الإنسان يقظاً على الدوام فلا ينخدع ولا يخسر وإذا ما حدث وانخدع فإن خساراته كثيرة منها .
- يخسر وقتاً يصرفه من أجل العمل لأجل تحقيق ما انخدع به .
- يخسر مجهوداً نفسياً وعقلياً لتحقيق الوصول إليه .
- يخسر كرامة لأنه إن كان هو مخدوعاً فليس بالضرورة من حوله مخدوعين مثله وهم يعلمون أنه مخدوع .
- قد يخسر ثقة من حوله وبخاصة إذا كانوا ينصحونه بالتراجع .
- قد يخسر مستقبلاً وخاصة إذا كانت المسألة تحتاج إلى زمن طويل من أجل تحقيقها .
- قد يخسر السعادة خاصة إذا ما أدت المسألة إلى ارتباط حياتي لا انفصام فيه .
- يصاب بالاحباط لأنه ما أن يصل إلى تحقيق ما انخدع به حتى تهدأ عواطفه ومشاعره وأحاسيه فيكتشف على الفور أنه كان مخدوعاً . وربما قبل أن يصل إلى النهاية يستفيق ويكتشف أنه كان يركض وراء سراب .
وإذا ما بحثنا في الخسارات سنجدها كثيرة جداً .
قال الرسول يعقوب : لا يقل أحد إذا جُرِّب إنني أُجرَّب من قبل الله لأن الله غير مجرِّب بالشرور وهو لا يجرّب أحداً . ولكن كل واحد يجرَّب إذا انجذب وانخدع من شهوته ( يع1: 13 - 14 )
تحية لآزخ السريانية المسيحية