الموضوع: الوداع احبتي
عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 09-02-2007, 10:26 PM
وديع القس وديع القس غير متواجد حالياً
Platinum Member
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 796
افتراضي إلىالأخت التي لم تلدها أُمّي- جورجيت زاديكة ..!

مَن يقرأ ما كتبته ُ جورجيت في منتد ى زاديكة – منتدى المحبّة وغيرها من المنتديات كقنشرين مثلا ً ..؟ ولم يعرفها لن يصدّق هذا التصريح ، وسيعتبره ُ استراحة محارب تريد به جورجيت- كما يحلو لها من مكان وزمان ووقت طيّب ومريح مع أُسرتها - زوجها وأولادهاوكلّنا معها مهنئين لها هذه الإستراحة– ويراها هذا الذي لايعرفها من خلال كتاباتها أنها الضابط الحرّ – وكاللاعب الحرّالذي ليس له ُ مكان ويصعب على مدرّبه أن ينتقي لهُ مكانا ً في الملعب فيتركه حرّا ً نتيجة إخلاصه وحبّه ِ وتفانيه ِ ويعتبره كالنسر الحر يحلّق في كل الأجواء متى وحيثما شاء وأينما وحيثما حلّ ورحل ..هذا بالنسبة للذي لم يعرف من هي زهرة الناردين الغنية الطِّيب برائحتها روحا ً ونصّا ًو عملا ً وأدبا ًو خُلقا ً وكرما وً إيمانا ً ومحبّة ً . فكيف إذا ً يكون حال الجسد حين يقتطع قطعة ً منه ..؟ وهذا مايؤكّده الرب يسوع المسيح حين يقول : عندما تُقطع اليد أو أي قطعة من الجسم تتألّم باقي الأعضاء رغما ً عنها ..! أُختاه أنا لا أعرفك شكلا ً ولم أتذكّرك أبدا ً ، وربّما إذا التقينا يوما ً ما لا أعتقد إنّي سأعرفك ، وحتى الآن لا أعرف ُ هل أنت ِ أخت فؤاد وألياس أم إبنة عمّهم ..؟ ولسنا بالطويلة كما يُقال : نريد ُ بيت القصيد وهذاالموقف وهذه القنبلة الموقوتة التي أتت علينا كلّنا وبالنسبة لي شخصيا ً كالبرق الذي لا تتوقّع حدوثه .. فتُجفل رغما ً عنك ..؟ وها أنا أقفُ حائرا ً – مندهشا ً – مذهولا ً – لا أعرف كيف أكتب ..؟ وماذا أكتب ..؟ وكم سأكتب ..؟ ومن أين أبدأ بالكتابة ، وكيف سأنتهي إن بدأت ُ أدوّن وأسطّر ..؟ أختاه : ألمي شديد إذ أقف أمام شاشة الأنترنت هذه وأشحب بمداده هذه الصفحات البيضاء البريئة والتي كلّفتني وتكلّفني رهقا ً كبيرا ً وعذابا ً شديدا ، لكن بهجة إهدائك إيّاها يا أختاه ..أرحب من الألم وأوسع من كل العذابات ..! أختاه : أنت لست بحاجة إلى إرشادات ٍ أو مواعظ من أحد ، والحمد لله الذي وهبك العقل الراجح والثقافة العامة والصبر والتعب وعلى وجه الخصوص – الثقافة العالية التي تتعلّق بروحانيات ربّ المجد والتي جعلت منك ِ أُختا ً لي لم تلدها أُميّ وقبل أن أدخل في منتدى زاديكة المحترم ، وذكرت ُ لك هذا الشعور والإحساس أكثر من مرّة ..وها أنت ِ الآن أيتها العزيزة على قلوبنا جميعا ً – ولك ِ مكانة الأخت بالروح والدمّ الذي يسري في شرياني الأبهر بشكل خاص ، ولا زلت ُ لم أصدّق الخبر ولا أريد ُ أن أصدّقه ، ومهما أحاول أن أقنع نفسي بأنّني على فراق أخت ٍ أظهرها لي رب المجد بعظمة حبّه اللامحدود لأتعرّف َ عليها من خلال أنواره الكونيّة ، تراني أترك الكتابة لأهرب خارج الغرفة للهروب من إقناع قلبي الذي تزداد نبضاته ليترك مجالا ً للدموع كي تنحبس محزونة في عيوني لألتقط سيجارة ،وأسحب بدخانها المسموم إلى أعماق الكلى وأتنفّس الصعداء من جديد . ثم أعود ولا أريد أن أُكمل ..ثم أتكابر على ألمي ثانية ً لأعود مشتّت الأفكار مندهشا ً ماذا أقول .. وماذا اكتب ..؟ أختاه : القرار قرارك أنت ِ وأمرٌ خصوصي محض ، وليست هناك قّوة فوق أديم الأرض قادرة أن تجبرك على شيء ، مادمت ِ تحملين بين دفّتي صدرك روح الربّ ومكانة العلم ، وشهامة المقتدر ، وكرامة النبلاء ، ولا أريد أن أطيل بالكلام والكلام كما ذكرت لك آنفا ً لا ينتهي .. لكن هناك أمرٌ يجب ألاّ ننساه - بل أن نتذكّره كلّ ما سمعنا كلمة إنسانة إسمها جورجيت – وأتكلّم عن نفسي –فكلما تذكّرت ُ أو أتذكّر هذا الإسم ولا مجال للنسيان أو اللقاء مع شخص بهذا الأسم .. فصدّقيني سيكون الأمر حزينا ً جدا ً جدا ً ومؤلما ً .. وما اكثر الأسماء بهذا الإسم ولكن ما أقل الأسماء التي تحفر بصماتها في القلوب والأكباد كجورجيت زاديكة..فبإمكانك أن تصبح معلّما ً لكن ان تكون معلّما ً بالفعل فهذا صعب ..فبإمكانك ان تصبح مهندسا وطبيبا وكاهنا ً وأستاذا ً ومحاميا ً و.. و.. الخ ولكن أن تكون بالفعل- معبّرا عمّا أنت عليه فهذا صعب ..! أختاه : يقول روح الرب على لسان ناظم المزمور 92 : 12 – 14 ..الصدّيق كالنخلة يزهو ، كالأرز في لبنان ينمو . مغروسين في بيت الرب ، في ديار إلهنا يزهرون . أيضا ً يُثمرون في الشيبة ِ ، يكونون دساما ً وخضراء . - ويؤكّد : طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة ، لأنّه إذا تزكّى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب ّ الذين يحبّونه – يع 1 : 12 . أختاه : لا مفرّ من التجارب ، ولا يمكن التنبؤ بها ، وهي تأتينا في تشكيلة لا يمكن تصوّرها أحيا نا ً ...لكن يجب ان نعلم بأنّ إلهنا المهيمن سيسير معنا ويستخدم التجارب لتعزيز نضجنا ، ويمكننا أن نحسبها كلّ فرح حقا ً إن كنّا متّكلين عليه ..؟ لأننا نستطيع إحتمال التجارب في هذه الحياة مهما كانت وتكن ، بسبب الأفراح الآتية من معرفتنا اليوم أفضل من الأمس و الرجاء الذي في داخلنا في الرب يسوع له المجد . أختاه :أنا لا أعرفك سوى أختاً عزيزة بالروح و صدّقيني لا أقول ُ هذا الكلام : من باب المواربة - واللّعنة على النماّم والمخادع كما يؤكّد روح الرب ..إنّما أقولها وكلّي رجاء وإيمان ٌ ومحبّة ، واُغنّي وأّرنّم مع يشوع بن سيراخ بروح الرّب : - 27 : 4 – في الغربلة تبقى النّفاية ، وفي الحديث تنكشف ُ النواقص .-5 – الشّجرة تُعرف من ثمارها ، وخواطر الإنسان من كلامه 16- أحِبَّ صديقك واخلص له ، وإن أفشيت أسراره فاتركه 17-وفاشي الأسرار يُفسد الثقة ، ولا يجد الصّديق الذي يتمناه 18-لأنّك تكون قد قضيت َ على صداقته ِ ، كما لو كان عدوّا ً لك 19 – فأنت َ كمن يُفلت ُ طائرا ً من يده ، ولا يعود قادرا ً على اصطياده 20- تطلبه ُ عبثا ً لأنّه ُابتعد َ ، وكالغزال فرّ من الفَخّ ِ21- للجرح ضماد ٌ وللإهانة صُلح ٌ . ...وأنت ٍ أيتها الفاضلة : يقول عنك ِ : 26 : 3 - المرأة الصالحة هديّة ٌ عظيمة ، يعطيها الربّ لمن يخافه 4- فيكون وجهه ُمُتهلّلاً كلّ حين وقلبه في سرور 2- المرأة الفاضلة تسعد زوجها ، فيقضي حياته بالسلام ...و ..الخ وأنا اقول هذا : وأنت ِ تعرفين الكثير وهذا قيض ٌ من فيض كما يقال بالنسبة لأختي جورجيت ... أختاه : أولا ً واخيرا ً امللتك ِ وأسهبت في الكلام رغم قلّته بالنسبة لما أريد ان اكتب ، وأّعبّر عن حزني وألمي الشديدين غير مصدّقا ً ولا أرغب ان أصدّق هذا القرار .. ان تبتعد او حتى تغيب يوما ً جورجيت زاديكة بحنانها المألوف لمسح صدورنا الملتهبة شوقا ً لكلمات البلسم الشافي الصادرة من روحها الطيّبة التي تعوّدنا عليها كلّما أصابتنا هموما ً أو كآبة ... لنتوقّف عند محطات السلام التي تغمرنا إياها بقلبها الدافىء الحنون ، ولننسى محطات الألم وجزيرة العذابات . وأنت لؤلؤة نادرة ، وحمامة مسربلة بلحن السرمديّ ، لا نريد أن نودّعها لاعلى الأرض ولا في السماء ..؟ أُختاه : أرجو الله ثلاث مرّات - والمرّة الرابعة - أرجوك ِ ألاّ تقولين لنا كلمة وداعا ً ..؟.! أخوك ِ بروح الرب يسوع المسيح- وديع القس -
__________________
الذين يثبّـتون أنظارهم إلى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام
رد مع اقتباس