أخي الغالي أبو نينيب: كانت رغبة لدى البنفسجة أن تحقق أملا لديها وطموحا سعت إليه كثيراً وهو أن تصير غير ما هي عليه الآن وتحضرني قصة ذلك الهرّ الذي أراد أن يصير كلبا ومن ثم أسدا ولكن الذي بين دفّتي صدره بقي قلب هرّ, وعاد إلى طبيعته لأنه لم يكن قادراُ على التأقلم مع الواقع الجديد الذي يعيشه. أما وأنّ هذه البنفسجة سرّها أن تدفع حياتها ثمناً لتحقيق طموح كان لديها فربما تكون صائبة في نظري أو نظر غيري وقد تكون مخطئة كذلك, ومن هذا بالطبع عبرة بليغة علينا أن نعيها ويمكن لكلّ فرد منّا أن يفهمها ويتفهّم مضامينها ونتيجتها كما يرى. بيد أنّي أراها قصة تستحق الاحترام فالمهم أنّ البنفسجة لم تيأس وهي حاولت أن تصل إلى مبتغاها. وكما تكرّم الأخ والأستاذ والصديق وديع القس فإن القصر والطول لا يلعبان دورا كبيراً في الحياة والأهم من هذين معا هو مدى الوعي وثقة الشخص بذاته وتواضعه الذي يجعل منه قيمة. وإني أشكر أخي وديع على جملة الأوصاف التي نعتني بها والتي لا أستحقها, فكلّنا واحد في مسيرة الحياة هذه يقدم ما له طاقة عليه وما يرى في الخير للناس جميعاً كما أشكر كل الذين علقوا على هذه القصة الصغيرة والكبيرة كما قالت أختنا جورجيت وكما تكرم أستاذنا نبيل فقال: الذي لا يتقدم يتقادم قول جميل وسليم. أما شاعرنا الحبيب يعقوب فقد أعجبني جدا ما قال: جميل أن يطمح المرء ولكن الأجمل أن ينجح بطموحه هذا كي يحقق ما كان يريد.